نفي العصمة عن قول الصحابي وفعله

بَحْثٌ فِي حُجِّيَّةِ قَوْلِ الصَّحَابِيِّ وَفِعْلِهِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  
الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ

الاستماع للمقطع الصوتي

بحث في حجية قول الصحابي وفعله بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

مكانة أصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم


كُلُّنَا يُحِبُّ صَحَابَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَفَاهُمْ شَرَفًا صُحْبَتُهُمْ لِنَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ هَدَانَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كَفِّ أَلْسِنَتِنَا عَنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ:
“لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ”.


وَهَذَا لِمَكَانَتِهِمُ الْعَظِيمَةِ، وَقَدْ جَاءَ فِي فَضْلِ الصَّحَابَةِ نُصُوصٌ كَثِيرَةٌ فِي الْكِتَابِ وَفِي الْحِكْمَةِ تُزَكِّي إِيمَانَهُمْ، وَخُلُقَهُمْ، وَشَهَادَتَهُمْ، وَسَبْقَهُمْ إِلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ وَنُصْرَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ.


هَذِهِ النُّصُوصُ حَوَّلَ بِهَا الْبَعْضُ أَصْحَابَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَصْدَرِ تَشْرِيعٍ مَعَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، وَإِلَى أَنْدَادٍ لِنَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلُوا قَوْلَهُمْ دِينًا كَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يُبَلِّغُهُ عَنْ رَبِّهِ، وَلَمَّا كَانَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ بَشَرٌ لَا يُوحَى إِلَيْهِمْ يُخْطِئُونَ فِي حَيَاةِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُصَحِّحُ لَهُمْ وَيُخْطِئُونَ بَعْدَ وَفَاتِهِ فَنَعْرِضُ أَفْعَالَهُمْ وَأَقْوَالَهُمْ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنُمَيِّزَ الصَّحِيحَ مِنْهَا مِنْ غَيْرِ الصَّحِيحِ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَذْكُرَ بِأَنَّ الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ بَلْ بَشَرٌ نَالُوا مَكَانَتَهُمْ مِنِ اتِّبَاعِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ بقَوْلِهِمْ بِفَهْمِهِمْ.

آيَاتُ الْقُرْآنِ تُثْبِتُ عَدَمَ عِصْمَةِ الصَّحَابَةِ


قَالَ تَعَالَى:
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [آل عمران:155]
فَالصَّحَابِيُّ يَسْتَزِلُّهُ الشَّيْطَانُ فَيُخْطِئُ نَتِيجَةَ بَعْضِ مَا كَسَبَ، وَهَذَا لَا يَحْدُثُ لِلرُّسُلِ، بَلْ هُمْ مَعْصُومُونَ فِي أُمُورِ الدِّيَانَةِ.


وَقَالَ سُبْحَانَهُ:
{وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} [الحجرات:7]
أَيْ لَوْ أَطَاعَكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنِ اخْتِيَارَاتِكُمْ لَوَقَعْتُمْ فِي الْحَرَجِ وَالضِّيقِ، يَعْنِي اخْتِيَارَاتٍ غَيْرِ مُوَفَّقَةٍ غَيْرِ صَحِيحَةٍ، يَعْلَمُ اللَّهُ أَنَّ عَاقِبَتَهَا حَرَجٌ وَضِيقٌ، فَالرُّسُلُ يَعْلَمُونَ مَا لَا يَعْلَمُهُ الصَّحَابِيُّ، لَا يَسْتَوِيَانِ، لَا يَسْتَوِي قَوْلُ رَسُولٍ وَقَوْلُ صَحَابِيٍّ.


وَقَالَ سُبْحَانَهُ:
{أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المجادلة:13]
فَبَعْضُ الصَّحَابَةِ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ حَرَجًا مِنَ التَّصَدُّقِ كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يُنَاجِيَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ.


وَقَالَ سُبْحَانَهُ:
{وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} [التوبة:101]
هَذِهِ بَعْضُ نَمَاذِجَ مِنَ الْكَلَامِ عَنِ الصَّحَابَةِ أَوْ بَعْضِهِمْ لَا يَذْكُرُهَا وَلَا يُحِبُّ ذِكْرَهَا عَبَدَةُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، لِأَنَّهَا تَجْعَلُ دِينَهُمْ إِلَى غَيْرِ مَعْصُومٍ.


فَمَدْحُ الصَّحَابَةِ فِي الْوَحْيِ إِنَّمَا هُوَ عَامٌّ مُجْمَلٌ، وَيَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْبَعْضُ كَمَا ذَكَرَ الْقُرْآنُ، وَيَسْتَزِلُّ الشَّيْطَانُ الْبَعْضَ كَمَا ذَكَرَ الْقُرْآنُ، وَلَهُمْ آرَاءٌ قَدْ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا الْحَرَجُ وَالضِّيقُ إِنْ أَطَعْنَاهُمْ فِيهَا كَمَا ذَكَرَ الْقُرْآنُ، وَيُشْفِقُ الْبَعْضُ مِنْهُمْ مِنْ إِنْفَاقِ مَالِهِ تَصَدُّقًا مُتَكَرِّرًا كَمَا ذَكَرَ الْقُرْآنُ،


وَهَذَا كُلُّهُ يُؤَكِّدُ بَشَرِيَّتَهُمُ الْمُطْلَقَةَ وَانْقِطَاعَ قَوْلِهِمْ غَيْرِ الْمَرْفُوعِ عَنِ الْعِصْمَةِ لِانْقِطَاعِهِ عَنْ خَبَرِ الْوَحْيِ، وَيَجْزِمُ جَزْمًا قَطْعِيًّا أَنَّهُمْ كَغَيْرِهِمْ مِنَ الْبَشَرِ عُرْضَةٌ لِلْخَطَأِ وَالنِّسْيَانِ وَالزَّلَّاتِ وَعَوَارِضِ النَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ، وَمِنْهُمْ أَيْضًا مُنَافِقُونَ يُبْطِنُونَ الْكُفْرَ وَيُظْهِرُونَ الْإِيمَانَ لَا نَعْلَمُهُمْ!
فَيَأْتِي عَبَدَةُ الصُّحْبَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَيَقُولُ: قَوْلُهُمْ حُجَّةٌ، فَهْمُهُمْ حُجَّةٌ!

السُّنَّةُ تُثْبِتُ عَدَمَ عِصْمَةِ فَهْمِ الصَّحَابَةِ

وَمِنَ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ:
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ أَهُمَا الْخَيْطَانِ؟ قَالَ: “إِنَّكَ لَعَرِيضُ الْقَفَا إِنْ أَبْصَرْتَ الْخَيْطَيْنِ، ثُمَّ قَالَ “لَا، بَلْ هُوَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ”.
هُنَا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، رُبَّمَا تَوَدُّ أَنْ تَعْرِفَ اسْمَهُ كَامِلًا: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطَّائِيُّ، نَعَمْ هُوَ، سَلِيلُ الْكَرَمِ الْعَرَبِيِّ الْأَصِيلِ، هُنَا لَمْ يَفْهَمْ مَا هُوَ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ، احْتَاجَ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُفَهِّمَهُ، فَإِنْ فَهِمَ عَدِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهْمًا مِنْ آيَةٍ أَوْ حَدِيثٍ لَمْ يَكُنْ هَذَا الْفَهْمُ عَلَى زَمَنِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ مَا فَهِمَهُ هُوَ الصَّوَابُ؟ كَيْفَ نَتَأَكَّدُ؟
هَذَا مِثَالٌ وَاحِدٌ.



نَمَاذِجُ مِنْ أَفْهَامِ وَأَفْعَالِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ


الآن سَأَعْرِضُ عَلَيْكَ أَفْهَامَ بَعْضِ الصَّحَابَةِ، وَلِنَرَى هَلْ سَتَتَّبِعُهُمْ فِيهَا إِنْ كُنْتَ صَادِقًا؟
كُلُّ الْآثَارِ الَّتِي سَأَذْكُرُهَا مِنَ الْمُصَنَّفِ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَسَانِيدُهَا صَحِيحَةٌ:


حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا تَوَضَّأَ نَضَحَ فَرْجَهُ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَكَانَ أَبِي يَفْعَلُ ذَلِكَ
هَذَا فِعْلُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَتَبِعَهُ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُهُ، فَمَا هُوَ حُكْمُ نَضْحِ الْفَرْجِ؟
سَتَقْبَلُهُ كَدِينٍ؟ أَوْ سَتَرُدُّهُ؟ وَبِأَيِّ بَيِّنَةٍ سَتَرُدُّهُ؟


حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: نا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، «أَنَّهُ رَأَى فِي ثَوْبِهِ دَمًا فَغَسَلَهُ، فَبَقِيَ أَثَرُهُ أَسْوَدَ، وَدَعَا بِمِقَصٍّ فَقَصَّهُ فَقَرَضَهُ»
مَا هُوَ حُكْمُ أَثَرِ الدَّمِ الْمُتَبَقِّي بَعْدَ غَسْلِ الثَّوْبِ فِي الدِّينِ الَّذِي بَلَّغَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ هَلْ سَتَأْخُذُ بِفَهْمِ ابْنِ عُمَرَ؟ هَلْ سَتُوجِبُ قَصَّ الثَّوْبِ الَّذِي بَقِيَ فِيهِ أَثَرُ الدَّمِ بَعْدَ غَسْلِهِ؟


حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: نا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «كَانَ أَذَانُ ابْنِ عُمَرَ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ثَلَاثًا، شَهِدْتُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، شَهِدْتُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، شَهِدْتُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ثَلَاثًا، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، ثَلَاثًا، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، ثَلَاثًا، اللَّهُ أَكْبَرُ، أَحْسِبُهُ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»
ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَاشَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَعَلَّمَ مِنْهُ، فَمَا هُوَ حُكْمُ تَثْلِيثِ الْأَذَانِ؟ هَلْ سَتَقْبَلُهُ مِنْهُ؟ أَوْ سَتَرُدُّ فَهْمَهُ؟


حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: «مَا بُلْتُ قَائِمًا مُنْذُ أَسْلَمْتُ»
بِصَرْفِ النَّظَرِ عَنْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالَ قَائِمًا، مَا هُوَ حُكْمُ الْبَوْلِ قَائِمًا بِنَاءً عَلَى فِعْلِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟


حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، تَيَمَّمَ فِي مِرْبَدِ النَّعَمِ فَقَالَ بِيَدَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ فَمَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ ثُمَّ ضَرَبَ بِهِمَا عَلَى الْأَرْضِ ضَرْبَةً أُخْرَى ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ
هُنَا ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَتَيَمَّمُ بِمَسْحِ الْيَدَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ وَلَيْسَ الْكَفَّيْنِ، فَهَلْ سَتَقْبَلُ مِنْهُ فَهْمَهُ؟


حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، «أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، تَوَضَّأَ فَقَبَّلَ بُنَيَّةً لَهُ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ»
حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، «أَنَّهُ قَبَّلَ صَبِيًّا فَمَضْمَضَ»
هُنَا ابْنُ عُمَرَ يَتَمَضْمَضُ مِنَ الْقُبْلَةِ الصَّغِيرِ سَوَاءٌ كَانَ ابْنَهُ أَوْ لَا، فَمَا هُوَ حُكْمُ الْمَضْمَضَةِ بَعْدَ تَقْبِيلِ الطِّفْلِ؟


حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:
«لَا بَأْسَ بِفَضْلِ الْمَرْأَةِ مَا لَمْ تَكُنْ حَائِضًا أَوْ جُنُبًا»
هُنَا فَهِمَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ لَا تَغْتَسِلْ مَعَ الْمَرْأَةِ الْجُنُبِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ حَتَّى لَا تَسْتَعْمِلَ فَضْلَ مَائِهَا!


حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، «أَنَّهُ شَرِبَ سَوِيقًا فَتَوَضَّأَ»
شَرِبَ سَوِيقًا فَتَوَضَّأَ، هَلِ السَّوِيقُ مِنْ نَوَاقِضِ الْوُضُوءِ عِنْدَكَ؟


حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: إِذَا كَانَ الْمَاءُ أَرْبَعِينَ قُلَّةً لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ
فَإِنْ كَانَ تِسْعَةٌ وَثَلَاثُونَ قُلَّةً؟ هَلْ يَنْجُسُ؟


الْآنَ سَيَقُولُ الْبَعْضُ كَمَا هِيَ عَادَتُهُمْ أَنْتَ تُهَاجِمُ الصَّحَابَةَ؟
أَنْتَ تُهَاجِمُ ابْنَ عُمَرَ وَعُمَرَ؟
لَا يَكْرَهُ عُمَرَ إِلَّا الرَّوَافِضُ؟
تَأَكَّدْنَا أَنَّكَ رَافِضِيٌّ تَسْتَخْدِمُ التَّقِيَّةَ! تُجَمِّعُ أَخْطَاءَ الصَّحَابَةِ لِتُشَنِّعَ عَلَيْهِمْ وَتُسْقِطَ مَكَانَتَهُمْ! ظُنَّ مَا شِئْتَ، لَكِنْ أَجِبْنِي، هَذِهِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا لَكَ أَحْكَامٌ شَرْعِيَّةٌ؟ 
قَضِيَّتِي أَنَا أَنَّهُ لَا أَحَدَ يُسَاوِي نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَضِيَّتِي هِيَ مَكَانَةُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.


فَأَخْبِرْنِي أَيُّهَا الزَّاعِمُ أَنَّ اتِّبَاعَ فَهْمِ الصَّحَابَةِ وَاجِبٌ وَلَازِمٌ هَلْ سَتَأْخُذُ بِهَذِهِ الْعَشَرَةِ أَحْكَامٍ أَمْ سَتَرُدُّهَا وَتَقُولُ كُلٌّ يُؤْخَذُ مِنْهُ وَيُرَدُّ إِلَيْهِ؟


الصَّحَابِيُّ إِنْسَانٌ بَشَرِيٌّ لَا يُوحَى إِلَيْهِ، يَنْسَى وَيُخْطِئُ ،
بَلَغَ رُتْبَتَهُ بِاتِّبَاعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقْلِيدِهِ وَلَيْسَ بِقَوْلِ فَهْمِهِ أَوْ رَأْيِهِ، 
فَكُنْ مُتَّبِعًا مِثْلَهُ لَا لَهُ.


{  رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ  } [آل عمران:8]



شاهد المقطع المختصر

2 تعليقات

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *