حُجية السنة ٣ ( وصول العبادات بالتواتر حجة على منكر السنة )

2 – التواتر


ما هو التواتر ؟
أين جاء في كتاب الله عز وجل ؟
ما هو حد التواتر من عدمه ؟
وأين الدليل عليه من كتاب الله عز وجل ؟
وبعد هذا كله إن استطعت أن تجيب عليه ، ولن ، أين أمرك الله عز وجل أن تترك ما أنزل في كتابه وتتبع التواتر ؟؟


هذه أسئلة يجب أن يقوم المسلم بتوجيهها لمن يسمون بالقرآنيين أو منكري السنة ،
فدعوي التواتر عندهم تشبه دعوى الإجماع عن عبدة السلف ومشركي المذاهب ،
إذا ضاقت بهم السبل قالوا : هذا إجماع
ومنكرو السنن إذا ضاقت بهم السبل قالوا التواتر

فإذا سألت أحدهم لم تصل خمسا ؟؟
قال : الصلاة جاءتنا بالتواتر

لم ترم الجمرات ؟
قال : الحج جاءنا بالتواتر

لم تفطر في رمضان وقت الغروب وليس وقت العشاء ؟
قال : جاءنا بالتواتر !!

أتترك كتاب ربك الذي تحاججني بأنه تام كامل مفصل مبين لا يحتاج نبيا ليطبقه أمامنا ويعلمنا ما فيه لتأخذ بالتواتر ؟؟؟؟

مجرد إقرارك بأن هذه الصلاة جاءتنا بالتواتر ، والتواتر عندك حجة ، فلازم هذا أن الله أوحى إلي نبيه وحيا غير الكتاب علمه فيه أن الصلوات خمس وليست ثلاثة ، صحيح ؟؟؟

فإن أقررت بالصلوات الخمس أو بمناسك الحج أو بالإفطار من الصيام وقت المغرب فقد نقصت كل أقوالك ،

– نقضت أن التبيين هو مجرد الإظهار للناس
– نقصت أن الوحي حصرا هو الكتاب
– نقصت أن الوحي غير الكتاب لا يغير من الكتاب لكن يوضحه فقط ، لأنه هنا زاد عليه أشياء وغير أشياء تبعا لفهمك .

فمن لوازم قبولك العبادات بالتواتر هو الإقرار بكل ما سبق ، وهو ما تنكر السنة من أجله ، فالدائرة مغلقة عليك ، محكمة ، لا حجة لأحد علي الله عز وجل .

ثم قل لي : ما هو العدد الذي إن نقل شيئا صار يستحيل اتفاقهم علي الكذب وتقبل منهم هذا النقل وأنت مطمئن ؟؟؟

فإن اخترت أي رقم ، مليون مثلا ، أسألك مرة أخري : وما الفرق بين نقل المليون وبين تسعمائة وتسعة وتسعين ألفا تسعمائة وتسعة وتسعين ؟؟؟؟

فإن قلت يوجد فرق سألتك ما هو الدليل من الكتاب علي هذا الفرق ؟؟
فلن تجد دليلا
فلابد أى تقول : لا يوجد فرق
فأسألك مرة أخري عن الرقم الذي يسبقه ، وهكذا حتي نصل إلي الواحد ، وليس عندك في أي منها برهان من الكتاب ولا من السنة التي تنكرها .

ثم حد رجم الزان المحصن ، قد بلغنا بالتواتر ، فهل تقبله ؟؟؟
فقد طفحت به كتب الرواية والفقه وقبلته الأمة قرنا بعد قرن لم ينكره أحد إلا شراذم من المتأخرين ، فهل تأخذ به ؟

فإذا قابلت واحدا منهم وقال لك عن أي شئ انه بلغه بالتوتر ، فبادر فورا وسله هذه الأسئلة بالترتيب ثم دعه في ظلمات بعضها فوق بعض ، لأن كلمة تواتر وتحديد حدا للتواتر لم يأت في كتاب الله عز وجل أبدا

دعني الآن أخبرك عن التواتر من كتاب الله عز وجل :

– قال الله سبحانه وتعالي :
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ)

– وقال جل جلاله :
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ)

أليس هذا هو اتباع التواتر وترك كتاب الله عز وجل ؟؟
فأعوذ بالله من الخذلان في الدين


فإذا علمنا أن قضية التواتر لم تأت في كتاب الله سبحانه أخذناهم إلي الخطوة التالية .
وإن لم تكن من أهل التواتر ، وتصل ثلاثا ، وتفطر بعد العشاء ، فدواءك هنا أيضا بإذن الله تعالي .

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *