الحكم بشذوذ من حكم علي تصريح المدلس لشعبة بالشذوذ
الحمد لله رب العالمين ،
أشهد ألا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ،
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ.
خرج علينا غلمان بني علمان بقاعدة جديدة لرد الحديث الصحيح الثابت عن نبي الله صلي الله عليه ، من رواية شعبة بن الحجاج عن المدلسين كأمثال قتادة والأعمش وأبي إسحاق ، بدعوي باهتة ، وهي شذوذ رواية شعبة التي يصرح فيها المدلس بالسماع عن باقي الرواة الذين رووها عن المدلس معنعنة .
مثال :
عن قتادة، قال: سمعت أَنس بن مالك، قال:
«جاء أعرابي إلى النبي صَلى الله عَليه وسَلم، فقال: متى الساعة؟ قال: ما أعددت لها؟ قال: حب الله، عز وجل، ورسوله، قال: أنت مع من أحببت» (1).
__________
أَخرجه أَحمد، والبُخاري في “الأدب المفرد”، ومسلم، وأَبو يَعلَى، وابن حِبَّان.
روي أحمد في المسند :
12823 – حَدَّثَنَا (3) عَبْدُ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ – أَوْ أَعْرَابِيٌّ – إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: ” وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ ” قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ: ” أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ” قَالَ أَنَسٌ: ” فَمَا رَأَيْتُ الْمُسْلِمِينَ فَرِحُوا بِشَيْءٍ بَعْدَ الْإِسْلَامِ أَشَدَّ مَا (4) فَرِحُوا يَوْمَئِذٍ ” (5)
12993 – حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا، وَقَالَ بَهْزٌ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: ” وَيْلَكَ وَمَا أَعْدَدْتَ لِلسَّاعَةِ؟ ” قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا شَيْئًا، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ “. قَالَ: قَالَ أَصْحَابُهُ: نَحْنُ كَذَلِكَ؟ قَالَ: ” نَعَمْ، وَأَنْتُمْ كَذَلِكَ “. قَالَ: فَفَرِحُوا يَوْمَئِذٍ فَرَحًا شَدِيدًا
13924 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: ” وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ ” قَالَ: حُبَّ اللهِ وَرَسُولِهِ، قَالَ: ” أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ” (1)
فيأتي فرخ بني علمان إلي الرواية ويقول :
رواه عفان بن مسلم وبهز بن أسد وهشام الدستوائي عن قتادة معنعناً ، وخالفهم شعبة فقال : عن قتادة قال : سمعت أنس ، ورواية شعبة شاذة لأنه خالف فيها ثلاثة من الثقات .
هذا كلام فروخ بني علمان الذي يرددونه ، لما أعياهم النبي ، دخلوا إليه من علم النبوة ، علم الحديث .
السؤال الآن :
هل رواية شعبة شاذة فعلاً ؟
١– هل كان المدلسون يختصون شعبة بالتصريح بالسماع ؟؟ ولماذا ؟؟
قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل :
– حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي – يعني ابن المديني – قال سمعت يحيى – يعني ابن سعيد القطان – يقول: قال شعبة: أحاديث الحكم عن مجاهد كتاب إلا ما قال سمعت (1) .
فالرجل يهتم بتحديد ما سمعه الراوي من شيخه مما لم يسمعه .
– نا صالح بن أحمد – 2] بن حنبل [نا علي – يعني ابن المديني – 3] قال سمعت يحيى يقول: قال شعبة: عامر الشعبي عن علي، وعطاء يعني – ابن أبي رباح – عن علي إنما هي من كتاب.
فاسترجعت أنا.
– حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد [بن حنبل – 4] نا علي –
يعني ابن المديني – قال سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول سمعت شعبة ينكر: أبو ظبيان سمع سلمان.
فالرجل يهتم بتحديد ما سمعه الراوي من شيخه مما لم يسمعه .
– حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي [يعني ابن المديني – 5] قال سمعت يحيى [يعني – 6] ابن سعيد [قال كان شعبة – 6] ينكر: مجاهد سمع عاشة.
فالرجل يهتم بتحديد ما سمعه الراوي من شيخه مما لم يسمعه .
– حدثنا عبد الرحمن نا صالح [بن احمد – 5] نا علي [ابن المديني سمعت يحيى بن سعيد يقول كان شعبة ينكر: أبو رزين سمع ابن مسعود.
– نا صالح نا علي – 2] [يعني ابن المديني – 4] قال سمعت يحيى [يعني ابن سعيد – 7] قال كان شعبة يقول: أحاديث الحكم عن مقسم كتاب إلا خمسة أحاديث.
قلت ليحيى عدها شعبة؟ قال: نعم – حديث الوتر، وحديث القنوت، وحديث عزمة الطلاق: وحديث جزاء [مثل – 2] ما قتل من النعم، والرجل (8) يأتي امرأته وهي حائض.
– حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي – يعني ابن المديني – قال سمعت يحيى بن سعيد يقول [كان – 1] شعبة ينكر أن يكون الضحاك بن مزاحم لقى ابن عباس قط.
– حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي – يعني ابن المديني – قال سمعت يحيى [يعني – 1] ابن سعيد [القطان – 1] قال كان شعبة يوهن مرسلات (2) (31 م) معاوية بن قرة، يرى أنها عن شهر.
– حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن محمد الدوري قال سمعت (37 د) يحيى [يعني – 4] ابن معين – يقولقال شعبة: قد أدرك أبو العالية رفيع علي بن أبي طالب ولم يسمع منه شيئا.
– حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل [نا علي قال سمعت أبا داود قال سمعت شعبة يقول: لم يحدثنا أحد أنه سمع من علقمة إلا أبو قيس – 1] .
– أنا حرب بن إسماعيل الكرماني فيما كتب إلي نا إسحاق بن إبراهيم نا عيسى بن يونس قال قال [لي – 2] شعبة لم: يسمع أبو إسحاق [جدك – 2] من الحارث الأعور إلا أربعة أحاديث.
– حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب قال قال أحمد بن حنبل قال يحيى بن سعيد: كان شعبة يضعف حديث أبي بشر عن مجاهد، قال: ما سمع منه شيئا.
-حدثنا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي حدثني أبي نا (3) يحيى بن سعيد القطان قال قال شعبة: لم يسمع أبو بشر من حبيب بن سالم.
٢- استحلاف شعبة للراوي علي سماع الحديث :
– حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا الْحُمَيْدِيُّ (1) قَالَ قِيلَ لِسُفْيَانَ: إِنَّ شُعْبَةَ اسْتَحْلَفَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دِينَارٍ – يَعْنِي فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ، قَالَ [سُفْيَانُ – 2] لَكِنَّا لَمْ نَسْتَحْلِفْهُ سَمِعْنَاهُ مِرَارًا.
– حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ، قَالَ شُعْبَةُ: اسْتَحْلَفْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دِينَارٍ هَلْ سَمِعْتَهَا مِنَ ابْنِ عمر؟ فحلف لي (56 م) .
قَالَ أَبِي (3) كَانَ شُعْبَةُ بَصِيرًا بِالْحَدِيثِ جِدًّا فَهِمًا فِيهِ كَانَ إِنَّمَا حَلَّفَهُ لأَنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ هَذَا الْحَدِيثِ، حُكْمٌ مِنَ الأَحْكَامِ عن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُشَارِكْهُ أَحَدٌ، لَمْ يَرْوِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَحَدٌ سِوَاهُ عَلِمْنَا.
٣- تكرار شعبة لسماع الحديث من شيخه وإرساله من يسأله ليتيقن :
– حدثنا عبد الرحمن نا (4) أبي قال سمعت أبا الوليد الطيالسي قال سمعت حماد بن زيد يقول: إذا خالفني شعبة في شئ تركته لانه (50 م) كان يكرر، ما أبالي من خالفني إذا وافقني شعبة لأن شعبة كان لا يرضى
أن يسمع الحديث مرة.
– حدثنا عبد الرحمن نا أبي عن أبي الوليد قال سألت شعبة عن حديث فقال: لا أحدثك، لأني سمعته (6) من أبي (7) عون مرة واحدة حديث أبي عون عن أبي صالح عن علي في الأمة تكون تحت الحر (55 م) فطلقها طلقتين (1) أيأتيها؟ فأبى (2) فحدثني به يحيى بن سعيد عن شعبة.
– حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة قال سألت طلحة بن مصرف (52 م) عن هذا الحديث أكثر من عشرين مرة، ولو كان غيري قال ثلاثين مرة، قال سمعت عبد الرحمن بن عوسجة يحدث عن البراء أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: من منح منيحة ورق، الحديث (3) .
– حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ بريرة فتعتقهاو اراد مَوَالِيهَا أَنْ يَشْرُطُوا (4) الْوَلاءَ فَذَكَرَتْ عَائِشَةُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اشْتَرِيهَا وَأَعْتِقِيهَا (5) فَإِنَّمَا الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ.
قَالَ (6) وَأُتِيَ بِلَحْمٍ فَقَالَ مَا هذا
قَالُوا (1) هَذَا هَدِيَّةٌ أَهْدَتْهُ إِلَيْنَا بَرِيرَةُ تَصَدَّقْ بِهِ عَلَيْهَا (2) فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ وَلَنَا هَدِيَّةٌ.
قَالَتْ وَخُيِّرَتْ وَكَانَ زَوْجُهَا حُرًّا.
قَالَ شُعْبَةُ ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدُ فَقَالَ: مَا أَدْرِي هُوَ حُرٌ أَمْ عَبْدٌ؟ قَالَ شُعْبَةُ فَقُلْتُ لِسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ إِنِّي أَتَّقِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الإِسْنَادِ فَسَلْهُ أَنْتَ، قَالَ وَكَانَ فِي خُلُقِهِ (3) فَقَالَ لَهُ سِمَاكٌ بَعْدَ مَا حَدَّثَ: أَحَدَّثَكَ هَذَا أَبُوكَ عَنْ عَائِشَةَ؟ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: [نَعَمْ – 4] .
فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ [لِي – 5] سِمَاكٌ يَا شُعْبَةُ اسْتَوْثَقْتُ لَكَ منه.
– حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن قال نا إبراهيم بن عبد الله بن حاتم (6) الهروي نا إسماعيل [يعني – 7] ابن علية عن شعبة قال كنت أسال حمادا فيجيبني فأقول: عن إبراهيم؟ فيقول: لا توقفني فإني لا أدري لعلي أكون قد نسيت.
– حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي – يعني ابن المديني – قال سمعت ربعي بن إبراهيم نا إسماعيل بن إبراهيم – يعني ابن علية – عن شعبة قال قال لي حماد بن أبي سليمان: يا شعبة لا توقفني على إبراهيم
فإن العهد قد طال وأخاف أن أنسى – أو أكون (8) قد نسيت.
– حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا مقاتل بن محمد نا أَبُو دَاوُدَ نا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ سِتًّا.
قَالَ فَقِيلَ (1) لأَبِي إِسْحَاقَ سَمِعْتَهُ (2) مِنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فَقَالَ مَا أَدْرِي سَمِعْتُهُ [مِنْهُ – 3] أَمْ لا وَلَكِنْ حَدَّثَنِيهِ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
– حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا أبو زياد حماد بن زاذان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول قَالَ شُعْبَةُ قُلْتُ لأَبِي إِسْحَاقَ: مَنْ حَدَّثَكَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ كُنْتُ رِدْفَ عَلِيٍّ فَلَمَّا رَكِبَ قَالَ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا؟ قَالَ سَمِعْتُ مِنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ فَأَتَيْتُ يونس ابن خَبَّابٍ فَقُلْتُ مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ.
٤- تغيظ بعض الرواة من كثرة سؤال شعبة لهم عن السماعات :
– حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت أحمد (6) بن حنبل قال [سمعت – 7] يحيى بن سعيد القطان: قال شعبة: كنت اجالس قتادة فيذكر الشئ فأقول كيف إسناده؟ فيقول المشيخة الذين حوله أن قتادة سند (8) فاسكت فكنت أكثر مجالسته فربما ذكر الشئ فأذكره فعرف (9) مكاني ثم كان بعد يسند لي (10) .
– حدثنا عبد الرحمن نا صالح [بن احمد – 1] نا علي [ابن المديني – 1] قال سمعت بهز (2) بن أسد قال سمعت هماما (3) قال: كان شعبة يوقف قتادة، قال فحدث شعبة ذات يوم بحديث (53 م) فقال قتادة من حدثك؟ أو من ذكر ذلك (4) ؟ فقال نسألك فتغضب وتسألنا؟
– حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي – يعني ابن المديني – قال سمعت عبد الرحمن وذكر شعبة فقال سمعته (3) يقول: كنت أتفقد فم قتادة فإذا قال (سمعت) و (حدثنا) تحفظته (4) فإذا قال (حدث فلان) تركته.
فإذا كان شعبة ، يتأكد حتي أنه يستحلف الرواة ، ويرسل إليهم من يسألهم ، ويعيد ويكرر سماع الحديث منهم بغية التأكد ، ويسأل الشيخ ويوقفه في كل رواية : ممن سمعت ؟ ، حتي سأله قتادة وهو شيخه : ممن سمعت تغيظاً منه .
فإذا كان هذا هو شعبة ، وهذا هو همه فلا عجب أن يخشاه المدلسون ، وألا يتساهلوا في صيغ التحمل والسماع له تحديداً ، فبكلمة منه سيقول : فلان لم يسمع من فلان ، فيسقط حديثه كله ، أو فلان لم يسمع من شيخه إلا كذا حديث الذي يقول فيهم حدثنا فيسقط باقي حديثه !!
فلا عجب أن كل مدلس يحسب حساباً لشعبة ولوجوده في مجلسه ولا عجب أم يعتني بصيغ التحمل أما شعبة أكثر ممن عرف عنه عدم التشدد في قبول صيغ التحمل ، وهذا بديهي يراه كل ذي عقل .
٥- إذا سلمنا لك بقولك وهو شذوذ روايات شعبة لمخالفته مجموع الثقات كما تزعم ، وأقررنا أن الله سبحانه طمس علي قلبك فلا تري ، فلا خيار أمامك إلا أن تضعف شعبة بن الحجاج نتيجة منطقية لهذه الأخطاء التي أخطأها !!
فالرجل يخطيء في صيغ التحمل عن المدلسين تحديداً ، فإذا تكرر هذا منه يجب تضعيفه ، ولا أظن أحداً من بني علمان يجسر علي هذا القول ، هذه روايات خالف فيها شعبة كل الرواة عن المدلسين ، فرواها بصيغ سماع ، فإما أن تقبلها ويصح حديث نبي الله رغم أنفك ، وإما أن تضعف شعبة فيسقط كلامك في علم الحديث جملة :
– عن أبي المليح بن أُسامة، عن أبيه، أنه سمع النبي صَلى الله عَليه وسَلم، في بيت، يقول:
«إن الله، عز وجل، لا يقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول» (2).
– عن قتادة، عن أَنس، عن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم، قال:
«اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب» (1).
– عن قتادة، قال: سمعت أَنس بن مالك، قال:
«جاء أعرابي إلى النبي صَلى الله عَليه وسَلم، فقال: متى الساعة؟ قال: ما أعددت لها؟ قال: حب الله، عز وجل، ورسوله، قال: أنت مع من أحببت» (1).
– عن أبي إسحاق السبيعي، قال: سمعت البراء بن عازب، رضي الله عنهما:
«قرأ رجل الكهف، وفي الدار الدابة، فجعلت تنفر، فسلم، فإذا ضبابة، أو سحابة، غشيته، فذكره للنبي صَلى الله عَليه وسَلم، فقال: اقرأ فلان، فإنها السكينة نزلت للقرآن، أو تنزلت للقرآن» (1).
– عن أبي إسحاق السبيعي، قال: سمعت البراء، رضي الله عنه، يقول:
«آخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}، وآخر سورة نزلت براءة» (1).
– عن أبي إسحاق السبيعي، قال: سمعت البراء، قال:
«كان رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم، يوم الأحزاب، ينقل معنا التراب، ولقد وارى التراب بياض بطنه، وهو يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا … ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا … إن الألى قد بغوا علينا
وربما قال:
إن الملا قد أَبوا علينا … إذا أرادوا فتنة أبينا
ويرفع بها صوته» (1).
– عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم، أنه قال:
«أما يخشى أحدكم، إذا رفع رأسه، وهو في الصلاة، أن لا يرجع إليه بصره» (1).
– عن زيد بن وهب، وأبي ظبيان، عن جرير بن عبد الله، قال: قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم:
«لا يرحم الله من لا يرحم الناس» (1).
– عن سعيد بن وهب، قال: سمعت خبابا يقول:
«شكونا إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم الرمضاء، فلم يشكنا».
– عن أَنس بن مالك، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم، أنه قال:
«من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله، كره الله لقاءه» (1).
– عن عبد الله بن مالك؛ أن ابن عمر صلى المغرب والعشاء بجمع، بإقامة واحدة، فقال له عبد الله بن مالك: يا أبا عبد الرحمن، ما هذه الصلاة؟ فقال: صليتها مع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم، في هذا المكان، بإقامة واحدة (1).
– حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُرَّةَ، يُحَدِّثُ عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ” لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالتَّارِكُ دِينَهُ، الْمُفَارِقُ – أَوِ الْفَارِقُ – الْجَمَاعَةَ ” (3)
– حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنِّي أُوعَكُ وَعْكَ رَجُلَيْنِ مِنْكُمْ “، قُلْتُ: بِأَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: ” نَعَمْ – أَوْ أَجَلْ – “، ثُمَّ قَالَ: ” مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا حَطَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ خَطَايَاهُ، كَمَا تَحُتُّ الشَّجَرَةُ (2) وَرَقَهَا ” (3)
– حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا السَّوَّارِ الْعَدَوِىَّ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ الْخُزَاعِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ” الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ ”
– عن أبي إسحاق، قال: سمعت النعمان بن بشير، وهو يخطب، يقول: سمعت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يقول:
«إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة، لرجل يوضع في أخمص قدميه جمرتان، يغلي منهما دماغه» (1).
– عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، رضي الله عنه، قال:
«كنا نسافر مع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم، في رمضان، فما يعاب على الصائم صومه، ولا على المفطر إفطاره» (1).
– عن أبي صالح السمان، وأبي رزين، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يقول:
«إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم، فليغسله سبع مرات» (1).
فهذه مجموعة أحاديث ، بزعمك خالف فيها شعبة عن مدلسين فراوها بصيغة السماع ، فلا شك هذه تقدح في حفظه ، خاصة أنها عن مدلسين ، فإما أن تضعفه فيسقط كل قول لك في علم الحديث ، وإما أن تقبل فيصح حديث النبي صلي الله عليه رغم أنفك .