هل تفطر الحائض في رمضان ؟ وهل تقضي أيام فطرها ؟

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ 


{  رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ  } [آل عمران:8]


قال تعالى :

{  شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ  } [البقرة:185]


فأمر سبحانه الدين آمنوا بصوم شهر رمضان ، واستثنى سبحانه المريض والمسافر كما جاء في الآية .

فالأصل بهذا النص أنه لا مستثنى من وجوب صوم رمضان إلا مريض أو مسافر .

تبرز هنا نقطة أخرى وهي أن بعض نصوص الأحاديث المسندة جاء فيها أن الحائض تفطر في رمضان وهي :


– عن عياض بن عبد الله بن أبي سَرح، عن أبي سعيد الخُدْري، قال:

«خرج رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في أضحى، أو فطر، إلى المصلى، فصلى ثم انصرف، فقام فوعظ الناس، وأمرهم بالصدقة، قال: أيها الناس، تصدقوا، ثم انصرف فمر على النساء، فقال: يا معشر النساء، تصدقن، فإني أراكن أكثر أهل النار، فقلن: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن، يا معشر النساء، فقلن له: ما نقصان ديننا وعقلنا، يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن: بلى، قال: فذاك نقصان عقلها، أو ليست إذا حاضت المرأة لم تصل ولم تصم؟ قلن: بلى، قال: فذاك نقصان دينها.

ثم انصرف رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فلما صار إلى منزله، جاءت زينب امرأة عبد الله بن مسعود تستأذن عليه، فقيل: يا رسول الله، هذه زينب تستأذن عليك، فقال: أي الزيانب؟ قيل: امرأة عبد الله بن مسعود، قال: نعم، ائذنوا لها، فأذن لها، فقالت: يا نبي الله، إنك أمرتنا اليوم بالصدقة، وكان عندي حلي، فأردت أن أتصدق، فزعم ابن مسعود، أنه وولده أحق من تصدقت به عليهم؟ فقال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: صدق، زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم»


خمستهم (محمد بن إِسماعيل البخاري، والحسن، وأَبو بكر، ومحمد بن يحيى، وزكريا) عن سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، قال: أخبرني زيد بن أسلم، عن عياض بن عبد الله، فذكره .


وهذا له علل :

1- محمد بن جعفر بن أبي كثير :

قال المزي في تهذيب الكمال  : 

( خ م د ت س ق ) : محمد بن جعفر بن أبى كثير الأنصارى الزرقى ، مولاهم ، المدنى أخو إسماعيل بن جعفر ، و كثير بن جعفر ، و يحيى بن جعفر ، و يعقوب بن جعفر . اهـ . 

و قال المزى : 

قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ثقة . 

و قال على ابن المدينى : معروف . 

و قال النسائى : صالح . 

و ذكره ابن حبان فى كتاب ” الثقات ” . 

روى له الجماعة . اهـ . 

ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ 

 قال الحافظ في تهذيب التهذيب 9 / 95 : 

و قال النسائى أيضا : مستقيم الحديث . 

و قال العجلى : مدنى ثقة . اهـ . 

ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ 

فهذا ممن لا يحتج بمثله في في أمر كهذا ، إنما يقبل حديث من هم مثله في التاريخ وقصص الأنبياء والفضائل وأشباه ذلك .


2- عياض بن عبد الله بن أبي السرح :

قال المزي في تهذيب الكمال  : 

( خ م د ت س ق ) : عياض بن عبد الله بن سعد بن أبى سرح بن الحارث بن حبيب ، يقال : له حبيب بن جذيمة ، و هو شحام بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤى القرشى العامرى . 

و جذيمة بن مالك بن حسل أخو نصر بن مالك بن حسل . اهـ . 

و قال المزى : 

قال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : ثقة . 

و كذلك قال النسائى . 

و ذكره ابن حبان فى كتاب ” الثقات ” . 

و قال الزبير بن بكار : لقى أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم . 

و روى عنه و أمه أم ولد . 

و قال أبو سعيد بن يونس : ولد بمكة ثم قدم مصر فكان مع أبيه ثم خرج إلى مكة فلم يزل بها حتى مات . 

روى له الجماعة . اهـ . 


وهذا أيضاً ممن لا يحتج بمثله في في أمر كهذا ، إنما يقبل حديث من هم مثله في التاريخ وقصص الأنبياء والفضائل وأشباه ذلك .


فإسناد هذا الحديث ليس من القوة بحيث استطيع قبول إضافة إيجاب الفطر وعدم الصوم على الحائض إلى المرخص لهم في عدم الصوم .


ثقات الرواة عن أبي سعيد الخدري :

– جابر بن عبد الله رضي الله عنه 

– زيد بن ثابت رضي الله عنه

– عبد الله بن عمر بن الخطاب

 ذكوان أَبو صالح السمان الزيات المدني

– حميد بن عبد الرحمن

– سعيد بن المسيب

– عامر بن سعد

– عبيد الله بن عبد الله بن عتبة

– نافع مولى عبد الله بن عمر

– يحيي بن عمارة المازني

– أبو سلمة بن عبد الرحمن

– أبو المتوكل


للمزيد عن عياض بن عبد الله .


– عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم أنه قال:

«يا معشر النساء تصدقن، وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقالت امرأة منهن جزلة: وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار؟ قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن، قالت: يا رسول الله، وما ‌نقصان العقل والدين؟ قال: أما ‌نقصان العقل، فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل، فهذا ‌نقصان العقل، وتمكث الليالي ما تصلي، وتفطر في رمضان، فهذا ‌نقصان الدين» .


أربعتهم (عبد الله بن وهب، وحَيْوَة بن شُرَيح، والليث بن سعد، وبكر بن مضر) عن ‌يزيد بن عبد الله بن أُسامة بن الهاد، عن عبد الله بن دينار، فذكره .


وهذا له علة :

1- يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد:

قال المزي في تهذيب الكمال  : 

( خ م د ت س ق ) : يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثى ، أبو عبد الله المدنى ، ابن ابن عم عبد الله بن شداد بن الهاد ، و كان أعرج بجمع ، من رجليه جميعا . اهـ . 

و قال المزى : 

قال أبو بكر الأثرم ، عن أحمد بن حنبل : لا أعلم به بأسا . 

و قال أبو بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين : ثقة . 

و كذلك قال النسائى . 

و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم سمعت أبى يقول : ابن الهاد أحب إلى من عبد الرحمن ابن الحارث و محمد بن عمرو بن علقمة ، و هو و محمد بن عجلان متساويان ، و هو فى نفسه ثقة . 

و ذكره ابن حبان فى كتاب ” الثقات ” . 

و قال محمد بن سعد : توفى بالمدينة سنة تسع و ثلاثين و مئة ، و كان ثقة كثير الحديث . 

روى له الجماعة . اهـ . 

ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ 

 قال الحافظ في تهذيب التهذيب 11 / 340 : 

و قال يعقوب بن سفيان : مدنى ثقة حسن الحديث ، يروى عن الصغار و الكبار . 

و قال العجلى : مدنى ثقة . اهـ . 

ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ 

فكونه هو ومحمد بن عجلان متساويان هذا يجعله ليس بحجة في قول أبي حاتم الرازي وإن كان في نفسه ثقة يعني لا يدفع عن الصدق .


هنا ابن الهاد روي عن عبد الله بن دينار هذا الحديث الواحد فقط ، وتفرد به عن رواة ابن دينار الثقات كلهم وسأذكر لك بعضهم وعلى رأسهم :

– مالك بن أنس الأصبحي .

– سفيان بن عيينة .

– سفيان الثوري .

– شعبة بن الحجاج .


أظن لا نحتاج مزيد ثقات عن عبد الله بن دينار ؟ ومع ذلك سأضيف :

– عبد العزيز بن عَبد الله بن أَبي سلمة الماجشون .

–  عُبَيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب .

– يحيي بن سعيد الأنصاري .


ولاحظ أن عبد الله بن دينار يروي هذا عن عبد الله بن عمر ، يعني يوجد رواة كثيرون يحملون عنه ، لكنهم في هذا الحديث لم يظهروا ،ثم لما سمعه ابن دينار من ابن عمر لم يحدث به أحداً من كل هؤلاء الحفاظ وحدث به فقط يزيد بن عبد الله بن الهاد الذي هو صاحب أخطاء وتفردات كثيرة كما جاء في جمع مروياته .


فهذا مما لا تقوم به حجة ، 


للمزيد عن يزيد بن عبد الله بن الهاد .


وحسب فهمي فإن البخاري تجنب هذا الطريق بسبب هذا التفرد الغريب ، وآثر أن يروي حديث أبي سعيد من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثر عن زيد بن أسلم عن عياض علي ما فيه وهن،

أما مسلم رحمه الله فلا نستطيع أن نجزم هل كان إخراجه لحديث يزيد لبيان علة هذا الإسناد أم لا ؟ وإن كان محتملاً لكنه ليس مؤكداً .




فهذه – حسب علمي – هي الأدلة التي يستدل بها من أوجب على الحائض ألا تصوم أيام حيضتها من شهر رمضان ، وهي بحالها هذا لا تقوم بها حجة ، فيبقى الحكم على عمومه لا يسثنى منه أحد إلا بنص صحيح ثابت لا شك فيه .


– روى الحميدي في مسنده :
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي ‌حُبَيْشٍ ‌كَانَتْ ‌تُسْتَحَاضُ فَسَأَلتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهَا: «إِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ وَلَيْسَ بِالْحَيضِ، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَاتْرُكِي الصَّلَاةَ وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْتَسِلِي وَصَلِّي» أَوْ قَالَ «اغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي»

 روى الدارمي في مسنده :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: اسْتُحِيضَتْ ‌أُمُّ ‌حَبِيبَةَ ‌بِنْتُ ‌جَحْشٍ سَبْعَ سِنِينَ، وَهِيَ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَاشْتَكَتْ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهَا لَيْسَتْ بِحِيضَةٍ، إِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ، فَاغْتَسِلِي وَصَلِّي» قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ لِكُلِّ صَلَاةٍ، ثُمَّ تُصَلِّي، قَالَتْ: وَكَانَتْ تَقْعُدُ فِي مِرْكَنٍ لِأُخْتِهَا زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ حَتَّى إِنَّ حُمْرَةَ الدَّمِ لَتَعْلُو الْمَاءَ .


«سنن أبي داود» (1/ 111 ط مع عون المعبود):

274 – حَدَّثَنَا ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ، عَنْ ‌مَالِكٍ، عَنْ ‌نَافِعٍ ، عَنْ ‌سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ ‌أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: «إِنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تُهَرَاقُ الدِّمَاءَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَفْتَتْ لَهَا أُمُّ سَلَمَةَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لِتَنْظُرْ عِدَّةَ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ الَّتِي كَانَتْ تَحِيضُهُنَّ مِنَ الشَّهْرِ قَبْلَ أَنْ يُصِيبَهَا الَّذِي أَصَابَهَا، فَلْتَتْرُكِ الصَّلَاةَ قَدْرَ ذَلِكَ مِنَ الشَّهْرِ، فَإِذَا خَلَّفَتْ ذَلِكَ فَلْتَغْتَسِلْ، ثُمَّ لِتَسْتَثْفِرْ بِثَوْبٍ ثُمَّ لِتُصَلِّ»

تترك الصلاة فقط ؟

هنا بيان الفرق بين أحكام الحيض وأحكام الاستحاضة في ثلاثة حالات مختلفة ، وفي كل المرات قال : فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ .

فالكلام من نبي الله صلى الله عليه وسلم حول ترك الصلاة فقط لا غير .

صحيح البخاري :

958- حَدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخبَرَنا هِشَامٌ، أَنَّ ابْنَ جُرَيجٍ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: أَخبَرني عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلم خَرَجَ يَوْمَ الفِطْرِ، فَبَدَأَ بِالصَّلاَةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ.

959- قَالَ: وَأَخبَرني عَطَاءٌ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي أَوَّلِ مَا بُويِعَ لَهُ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُؤَذَّنُ بِالصَّلاَةِ يَوْمَ الفِطْرِ، وَإِنَّمَا الخُطْبَةُ بَعْدَ الصَّلاَةِ.

960- وأَخبَرني عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبدِ اللهِ، قَالاَ: لَمْ يَكُنْ يُؤَذَّنُ يَوْمَ الفِطْرِ، وَلاَ يَوْمَ الأَضْحَى.

961- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلم قَامَ فَبَدَأَ بِالصَّلاَةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ بَعْدُ، فَلَمَّا فَرَغَ نَبِيُّ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم، نَزَلَ، فَأَتَى النِّسَاءَ، فَذَكَّرَهُنَّ وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى يَدِ بِلاَلٍ، وَبِلاَلٌ بَاسِطٌ ثَوْبَهُ يُلْقِي فِيهِ النِّسَاءُ صَدَقَةً، قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَتَرَى حَقًّا عَلَى الإِمَامِ الآنَ أَنْ يَأْتِيَ النِّسَاءَ فَيُذَكِّرَهُنَّ حِينَ يَفْرُغُ؟ قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ عَلَيْهِمْ، وَمَا لَهُمْ أَنْ لاَ يَفْعَلُوا.

ليس فيه عدم الصوم للحائض .

وفي مسند الطيالسي :

1777- أَخبَرَنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سُلَيْمَانُ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زِيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ أَنَّهَا قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليهِ وسَلم، قَالَ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ خَفِيفَ ذَاتِ الْيَدِ فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وسَلم أَسْأَلُهُ فَوَافَقْتُ زَيْنَبَ، امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، تَسْأَلُ عَمَّا أَسْأَلُ عَنْهُ فَقُلْتُ لِبِلاَلٍ سَلْ لِي رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليهِ وسَلم أَيْنَ أَضَعُ صَدَقَتِي؟ عَلَى عَبْدِ اللهِ، أَوْ فِي قَرَابَتِي؟ فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلى الله عَليهِ وسَلم، فَقَالَ: أَيُّ الزَّيَانِبِ؟ فَقَالَ: امْرَأَةُ عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ لَهَا: أَجْرَانِ أَجْرُ الْقَرَابَةِ وَأَجْرُ الصَّدَقَةِ.

ليس فيه عدم الصوم للحائض .

والحمد لله رب العالمين .

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *