هل تم نقل القرآن بالتواتر فعلاً ؟
الحمد لله رب العالمين ،
انتشر بين المنتسبين للإسلام القول بأن القرآن نُقِلَ إلينا بالتواتر ، بخلاف الحكمة التي نُقِلَت إلينا بالأسناد ،
يريدون بهذ القول بزعمهم تأكيد عصمة القرآن وأنه لا يتطرق إليه الشك أو الريبة .
والبعض الآخر يريد التمسك بالتواتر ليحافظ علي دينه الذي ورثه عن آباءه بلا بينة من الوحي ، فإذا طالبته بالبينة أحالك علي التواتر ،
وغالب هؤلاء من المبتلين بالجهل بالحكمة ، فتجد أحدهم يسألك : ما الدليل علي أن صلاة المغرب ثلاثة ركعات إلا التواتر ؟
ومثل هذه الأسئلة تُنبِئُك بحال القائل لا محالة .
والمدعي يفرق بين التواتر في النقل وبين التقليد بلا بينة ، وهذا التفريق منه بلا بينة ، قال سبحانه :
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ)
فأصل الضلال هو قبول النقل المتواتر بلا بينة ، وبالتالي التقليد في الكفر .
ما هو سبب تعلقهم بوهم التواتر وترك الإسناد .
التفريق بين الكتاب والحكمة وبطلانه ولوازمه .
عدم القدرة علي إثبات التواتر المزعوم .
اثبات نسبة القرآن إلي نبي الله صلي الله عليه برواية الثقات .
اولا : سبب تعلق هؤلاء بوهم التواتر :
لا شك ان الإصرار علي وهم التواتر له اسباب عند هؤلاء ، وهذه الاسباب تدفعهم إلي التشبث بوهم التواتر والتمسك به مهما عجزوا عن إثباته ومهما ظهر عوار قولهم به في هذه القضية او في غيرها .
فما الذي اضطرهم إلي هذا ؟
– السبب الاول هو التأثر بكلام الكفار في التفريق بين التواتر وخبر الواحد ، وتصديق قول الكفار ان المتواتر فقط هو من يصلح للعلميات اما غير المتواتر فيصلح للعمليات ، فإيمانهم وإن لم يشعروا بهذا الباطل دفعهم للاستقواء بباطل آخر وهو ما سموه التواتر ، فهم يريدون القول ان القرآن قطعي الثبوت لأنه متواتر ، بخلاف الحكمة فهي ظنية الثبوت لأنها أخبار آحاد .
– السبب الثاني هو ان غالبية من يتكلمون في هذه المسالة من المقلدة الجهلة ، الذين عجزوا عن علم النقل لعدم وجود التوفيق لهم ، وجل دينهم تقليد اعمي ، هذا التقليد يحتاج إلي دعامة ليستطيع هذا المقلد ان ينام مرتاحاًً يمني نفسه برضاً من الله ورضوان ، فهذه الدعامة هي التواتر .
– وقد رد سبحانه وتعالي علي ادعياء التواتر فقال :
(إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ)
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ)
فهذا هو التواتر ، الآباء أعلموكم بشيء علموه من آباءهم فتلقيتموه بالقبول واتخذتموه ديناً .
هذا هو ذكر التواتر في كتاب الله سبحانه .
ثم حصل لهم بعض التطور الدارويني في عقولهم ، فقال بعضهم جاء القرآن بأسانيد كثيرة متنوعة ، وهو ما لا يتحقق في السنن ، وقصدوا بهذا القول القراءات السبع التي جاء الخبر بها في سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فقالوا هذه أسانيد متنوعة متشعبة لنفس النص فهي تدعم فكرة التواتر ، ولو كان عند هؤلاء بصيص فهم لعلموا أن هذا لا محل له وسأشرح لك السبب .
– إذا قرأ قارئ : إِن تَحۡرِصۡ عَلَىٰ هُدَىٰهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ فإن الله لا يُهدَى من يُضِل
وقرأ آخر : إِن تَحۡرِصۡ عَلَىٰ هُدَىٰهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَن يُضِلُّ
فأين الدعم هنا ؟ لفظ الأولى يُهدَى ولفظ الثانية يَهۡدِي فكيف تؤيد الأولى الثانية ؟؟ هذا معني وذاك معنى ، هذا اعراب وذاك إعراب .
مثال واحد آخر كي لا أطيل :
إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمۡ أَوۡ أَن يُظۡهِرَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡفَسَادَ
إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمۡ وۡأَن يُظۡهِرَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡفَسَادَ
فقول القائل بين البطلان ، ولو عقِل لعلم أن هذه الطرق متدافعة .
ثانياً : التفريق بين الكتاب والحكمة وبطلانه ولوازمه :
وقع هؤلاء المدعين في تناقض لا اشنع منه ولا اقبح ، ففرقوا بين شيئين متلازمين ، من نفس المصدر ، وثانيهما مبين للأول !!
وكل هذا بلا حجة ولا برهان من الله سبحانه .
زعم هؤلاء أن الإسناد الصحيح يكفي في نقل ( الحكمة ) ولا يكفي في نقل القرآن ، فالقرآن متواتر اما الحكمة فكما يسمونها آخبار آحاد ،والله عز وجل انزل علي نبيه صلي الله عليه
– كتاب : وهو القرآن الكريم
– حكمة : وهي وضع كل نص من الكتاب في موضعه الذي اراده الله سبحانه ، وهذا حدث عن طريق تبيين نبي الله صلي الله عليه لآيات الكتاب .
فجاء هؤلاء فقالوا :
النص القرآني ثابت بالتواتر قطعي ، والحكمة التي هي وحي انزله الله تعالي بشهادته لتبين مراده من القرآن ظنية الثبوت لأنها أخبار آحاد !!
فأي حماقة اكبر من هذا القول ؟ ؟ ؟
الكتاب قطعي الثبوت ، لكن بيانه ظني الثبوت !!
وهذا اللغو كله نتيجة ايمانهم بملة الاعتزال والتفريق بين خبر الواحد وغيره بلا بينة .
فالقرآن وحي ، والحكمة وحي ، فكيف فرقتم بينهما واشترطتم شروطا مختلفة لكل منهما ؟ ؟
الإجابة : آباءهم !!
ثالثا : عدم القدرة علي إثبات التواتر المزعوم
لما ادعي هؤلاء حرصهم الشديد علي الاسلام الذي يظنونه إسلام النبي ، وتمسكوا بهذا الوثن المعبود المسمي بالتواتر ، سالنا :
ما هو الإثبات علي ان القرآن قد نُقِل بالتواتر ؟
فقالوا : هذا شيء معلوم ان القرآن تم نقله بالتواتر !!
فسألنا : ما هو دليل النقل المتواتر الذي تملكه ؟
هل عندك مثلا الف تابعي عن الف صحابي ؟
فيقولون : لا ، لأن القرآن قد تم نقله بالتواتر !!
ولا يعلم المسكين ان هذا المعني الذي يقصده يعني نقل رواة عن رواة عن رواة لكن باعداد كبيرة كما يزعم المدعي!!!
يعني في النهاية هذا الشء المزعوم عيال علي الإسناد !!
نقلنا لكم الاسناد عن التابعين عن الصحابة عن النبي ، هذا بلغنا مسنداً ، فهل تسطيع ان تضيف عليها اسانيدا أخري ؟
لا تقدر قطعاٌ
إذن كيف تدعي التواتر وأنت لا تملك إلا هذه الاسانيد ؟
تدليس .
– ثم زاد هؤلاء في الحماقة فقالوا : نتحداكم ان تاتوا بإسناد ثابت بالقرآن الي نبي الله صلي الله عليه !!!
إذن كيف تقبله بدون شهادة الثقات ان هذا هو كلام الله سبحانه ؟
هذه هي نتيجة ما يسمي اصول الفقه وعلوم الكلام !!
ثم ازدادوا حمقا علي حمق فقالوا : لا يمكن ان تاتوا بمخطوط للقرآن متصل الاسناد إلي نبي الله صلي الله عليه !!!
يعني هو يؤمن انه لا يوجد اسناد صحيح
ولا يوجد مخطوط باسناد صحيح
ومع هذا يقبله !!!
اي كفر اكبر من هذا ؟ ؟ ؟
اين اسانيد التواتر المزعوم ؟ ام تواتركم عن عفاريت من الجآن ؟ ؟ ؟
فإذا سألتهم : ما هو الدليل أن هذا القرآن الذي بين يديك هو الذي كان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ؟
يقول لك : القرآن تم نقله بالتواتر !!
رابعاً :
اثبات نسبة القرآن إلي نبي الله صلي الله عليه برواية الثقات
– كتابة القرآن في زمن النبي محمد صلي الله عليه :
عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، قال:
“كان رجل نصرانيا، فأسلم، وقرأ البقرة وآل عمران، فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ، فعاد نصرانيا، فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له، فأماته الله، فدفنوه، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه، لما هرب منهم، نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له فأعمقوا، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه، نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه، فحفروا له، وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح وقد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس، فألقوه”.
__________
أخرجه البخاري، وأبو يعلى.
عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت الأنصاري، رضي الله عنه، وكان ممن يكتب الوحي، قال:
“أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، وعنده عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني، فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، إلا أن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع القرآن، قال أبو بكر: قلت لعمر: كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري، ورأيت الذي رأى عمر، قال زيد بن ثابت: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلان شيئا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو بكر: هو والله خير، فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال، حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري، لم أجدهما مع أحد غيره {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم} إلى آخرهما، وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر”.
__________
أخرجه أحمد، والبخاري، والترمذي، والنسائي.
– تجميع الرقاع والاكتاف والعسب وما في الصدور في كتاب واحد ونسخ نسخاً منه :
عن خارجة بن زيد، أن زيد بن ثابت قال:
“لما نسخنا المصاحف، فقدت آية من سورة الأحزاب، قد كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فالتمستها، فلم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري، الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين ؛ قول الله عز وجل: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}”.
__________
أخرجه الطيالسي، وأحمد، وعبد بن حميد، والبخاري، والترمذي، وأبو يعلى، وابن حبان، والطبراني، والبيهقي
– بعض الأحرف لم توجد إلا عند راوٍ واحد وهذا يهدم قضية التواتر من بدايتها :
عن خارجة بن زيد، أن زيد بن ثابت قال:
“لما نسخنا المصاحف، فقدت آية من سورة الأحزاب، قد كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فالتمستها، فلم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري، الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين ؛ قول الله عز وجل: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}”.
__________
أخرجه الطيالسي، وأحمد، وعبد بن حميد، والبخاري، والترمذي، وأبو يعلى، وابن حبان، والطبراني، والبيهقي
– إتخاذ الصحابة في الأمصار المصاحف المكتوبة وتعليم التابعين القرآن :
عن أبي وائل ؛ أن رجلا جاء إلى ابن مسعود، فقال: إني قرأت المفصل كله في ركعة، فقال عبد الله: هذا كهذا الشعر:
“لقد عرفت النظائر، التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقرن بينهن”.
قال: فذكر عشرين سورة من المفصل، سورتين سورتين في ركعة”.
(*) وفي رواية: “عن أبي وائل، قال: غدونا على عبد الله بن مسعود، ذات يوم، بعد صلاة الغداة، فسلمنا بالباب، فأذن لنا، فقال رجل من القوم: قرأت المفصل البارحة كله، فقال: هذا كهذ الشعر، إنا قد سمعنا القراءة، وإني لأحفظ القرائن التي كان يقرأ بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثماني عشرة سورة من المفصل، وسورتين من آل حم”.
__________
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خزيمة وابن حبان.
عن أبي وائل ؛ أن رجلا جاء إلى ابن مسعود، فقال: إني قرأت المفصل كله في ركعة، فقال عبد الله: هذا كهذا الشعر:
“لقد عرفت النظائر، التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقرن بينهن”.
قال: فذكر عشرين سورة من المفصل، سورتين سورتين في ركعة”.
(*) وفي رواية: “عن أبي وائل، قال: غدونا على عبد الله بن مسعود، ذات يوم، بعد صلاة الغداة، فسلمنا بالباب، فأذن لنا، فقال رجل من القوم: قرأت المفصل البارحة كله، فقال: هذا كهذ الشعر، إنا قد سمعنا القراءة، وإني لأحفظ القرائن التي كان يقرأ بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثماني عشرة سورة من المفصل، وسورتين من آل حم”.
__________
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خزيمة وابن حبان.
– اسانيد السنة الصحيحة أيدت اسانيد القرآن ورواته :
باب فاتحة الكتاب
1874- عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى قال:
“كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه، فقلت يا رسول الله إني كنت أصلي، فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم}؟ ثم قال لي لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد، ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج قلت له ألم تقل “لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن، قال: {الحمد لله رب العالمين} هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته”.
__________
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خزيمة.
(2/583)
سعيد المقبري عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم”.
__________
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، وأبو داود، والترمذي.
(2/584)
– باب سورة البقرة
1875- عن أبي سلام قال حدثني أبو أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
“اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة”.
__________
أخرجه أحمد، ومسلم.
(2/585)
1876- عن همام بن منبه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
قيل لبني إسرائيل {ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة} فدخلوا يزحفون على أستاههم، فبدلوا وقالوا حطة، حبة في شعرة”.
__________
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي.
(2/586)
عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له هل بلغت فيقول نعم يا رب، فتسأل أمته هل بلغكم فيقولون ما جاءنا من نذير، فيقول من شهودك فيقول محمد وأمته، فيجاء بكم فتشهدون، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} قال عدلا {لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}”.
__________
أخرجه أحمد، وعبد بن حميد، والبخاري، وابن ماجة، والترمذي.
(2/587)
• حديث أبي حازم عن سهل بن سعد، في نزول: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}.
سلف في كتاب الصيام برقم ().
• وحديث الشعبي عن عدي بن حاتم، نحوه.
سلف في كتاب الصيام برقم ().
• وحديث أبي إسحاق، قال: سمعت البراء ؛ في نزول: {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها}.
سلف في كتاب الأدب برقم ().
• وحديث أبي وائل عن حذيفة ؛ {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} قال نزلت في النفقة.
سلف في كتاب الزكاة برقم ().
• وحديث أبو عمرو الشيباني قال: قال لي زيد بن أرقم ؛ في نزول: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين}.
سلف في كتاب الصلاة برقم ().
• وحديث علقمة وعبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه.
سلف في كتاب الذكر والدعاء برقم ().
(2/588)
– باب سورة آل عمران
عن القاسم بن محمد عن عائشة، قالت تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} إلى قوله {أولوا الألباب} قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله، فاحذروهم”.
__________
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي.
(2/589)
1877- عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة، قال:
“رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر وما منهم يومئذ أحد إلا يميد تحت حجفته من النعاس فذلك قوله عز وجل: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا}”.
__________
أخرجه أحمد، والبخاري، والترمذي.
(2/590)
عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رجالا من المنافقين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا إذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قدم النبي صلى الله عليه وسلم اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب}”.
__________
أخرجه البخاري، ومسلم.
(2/591)
– باب سورة النساء
• حديث عروة بن الزبير، أنه سأل عائشة: {وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء}.
سلف في كتاب النكاح برقم ().
(2/592)
عن عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم :
اقرأ على، قلت يا رسول الله آقرأ عليك وعليك أنزل قال: نعم، فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} قال: حسبك الآن، فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان”.
__________
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
(2/593)
• حديث عروة بن الزبير، عن الزبير ؛ في نزول: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}.
سلف في كتاب الأقضية برقم ().
(2/594)
1878- عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، قال:
“لقي ناس من المسلمين رجلا في غنيمة له، فقال: السلام عليكم، فأخذوه فقتلوه، وأخذوا تلك الغنيمة، فنزلت: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا}”.
وقرأها ابن عباس: {السلام}.
– وفي رواية: “لحق المسلمون رجلا في غنيمة له، فقال: السلام عليكم، فقتلوه وأخذوا تلك الغنيمة، فنزلت: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا} تلك الغنيمة”.
__________
أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والبزار، والنسائي، والطبراني، والبيهقي.
(2/595)
• حديث أبي إسحاق، أنه سمع البراء ؛ في نزول: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله}.
يأتي، إن شاء الله تعالى، في كتاب الجهاد.
(2/596)
– باب سورة المائدة
1879- عن طارق بن شهاب قال: قالت اليهود لعمر لو علينا معشر يهود نزلت هذه الآية {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} نعلم اليوم الذي أنزلت فيه لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، قال فقال عمر فقد علمت اليوم الذي أنزلت فيه والساعة وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت نزلت ليلة جمع ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات”.
__________
أخرجه الحميدي، وأحمد، وعبد بن حميد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.
(2/597)
1880- عن موسى بن أنس، عن أنس بن مالك، قال:
“بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيء، فخطب، فقال: عرضت علي الجنة والنار، فلم أر كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، قال: فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه، قال: غطوا رؤوسهم ولهم خنين، قال: فقام عمر، فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، قال: فقام ذاك الرجل، فقال: من أبي؟ قال: أبوك فلان، فنزلت: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}”.
– وفي رواية: “خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة، ما سمعت مثلها قط، قال: لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم، لهم خنين، فقال رجل: من أبي؟ قال: فلان، فنزلت هذه الآية: {لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}”.
__________
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، والترمذي.
(2/598)
عن الزهري، قال: أخبرني أنس بن مالك:
“أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس، فصلى الظهر، فقام على المنبر، فذكر الساعة، فذكر أن فيها أمورا عظاما، ثم قال: من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل، فلا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم، ما دمت في مقامي هذا، فأكثر الناس في البكاء، وأكثر أن يقول: سلوني، فقام عبد الله بن حذافة السهمي، فقال: من أبي؟ قال: أبوك حذافة، ثم أكثر أن يقول: سلوني، فبرك عمر على ركبتيه، فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، فسكت، ثم قال: عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط، فلم أر كالخير والشر”.
__________
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وابن حبان.
(2/599)
1881- عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال:
“سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى أحفوه المسألة، فغضب، فصعد المنبر، فقال: لا تسألوني اليوم عن شيء إلا بينته لكم، فجعلت أنظر يمينا وشمالا، فإذا كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي، فإذا رجل، كان إذا لاحى الرجال، يدعى لغير أبيه، فقال: يا رسول الله، من أبي؟ قال: حذافة، ثم أنشأ عمر، فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، نعوذ بالله من الفتن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط، إنه صورت لي الجنة والنار، حتى رأيتهما وراء الحائط”.
وكان قتادة يذكر عند هذا الحديث، هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}.
– وفي رواية: “أن الناس سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم ، حتى أحفوه بالمسألة، فخرج ذات يوم، فصعد المنبر، فقال: سلوني، لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم، فلما سمع ذلك القوم أرموا، ورهبوا أن يكون بين يدي أمر قد حضر، قال أنس: فجعلت ألتفت يمينا وشمالا، فإذا كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي، فأنشأ رجل من المسجد، كان يلاحى فيدعى لغير أبيه، فقال: يا نبي الله، من أبي؟ قال: أبوك حذافة، ثم أنشأ عمر بن الخطاب، فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، عائذا بالله من سوء الفتن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم أر كاليوم قط في الخير والشر، إني صورت لي الجنة والنار، فرأيتهما دون هذا الحائط”.
__________
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو يعلى، وابن حبان.
(2/600)
حديث سعيد بن المسيب قال إن البحيرة التي يمنع درها للطواغيت فلا يحلبها أحد من الناس وأما السائبة التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء.
سلف في كتاب الصيد والذبائح برقم ()
(2/601)
– باب سورة الأنعام
• حديث شريح بن هانيء، عن سعد ؛ في نزول: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه}”.
يأتي، إن شاء الله تعالى.
(2/602)
1882- عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله، قال:
“لما نزلت هذه الآية: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم}، قال النبي صلى الله عليه وسلم : أعوذ بوجهك، فقال: {أو من تحت أرجلكم}، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أعوذ بوجهك، قال: {أو يلبسكم شيعا}، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هذا أيسر”.
__________
أخرجه الحميدي، وأحمد، والبخاري، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وابن حبان.
(2/603)
• حديث علقمة عن عبد الله بن مسعود ؛ في نزول: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم”.
سلف في كتاب الإيمان برقم ().
(2/604)
– باب سورة الأعراف
1883- عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: قدم عيينة بن حصن بن حذيفة، فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر، وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته، كهولا كانوا، أو شبانا، فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي، هل لك وجه عند هذا الأمير، فاستأذن لي عليه، قال: سأستأذن لك عليه، قال ابن عباس: فاستأذن الحر لعيينة، فأذن له عمر، فلما دخل عليه قال: هي يا ابن الخطاب، فوالله، ما تعطينا الجزل، ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضب عمر، حتى هم أن يوقع به، فقال له الحر: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} وإن هذا من الجاهلين، والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقافا عند كتاب الله”.
__________
أخرجه البخاري، وابن شبة، في “أخبار المدينة”، والطبراني، في “مسند الشاميين”، والبيهقي.
(2/605)
– باب سورة الأنفال
عن عبد الحميد صاحب الزيادي، أنه سمع أنس بن مالك يقول:
“قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم، فنزلت: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون، وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام} إلى آخر الآية”.
__________
أخرجه البخاري، ومسلم.
(2/606)
– باب سورة براءة
• حديث أبي وائل، عن أبي مسعود ؛ في نزول: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم}”.
سلف في كتاب الزكاة.
• وحديث عبد الله بن عباس، عن عمر بن الخطاب، قال:
“لما مات عبد الله بن أبى ابن سلول، دعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت إليه، فقلت: يا رسول الله، تصلي على ابن أبى وقد قال يوم كذا وكذا كذا وكذا، أعدد عليه فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال: أخر عني يا عمر، فلما أكثرت عليه قال: إني قد خيرت فاخترت، فلو علمت أني لو زدت على السبعين غفر له لزدت عليها، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف، فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة، {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون} فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ والله ورسوله أعلم”.
سلف في كتاب الجنائز.
(2/607)
1884- عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازب يقول:
“آخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}، وآخر سورة نزلت براءة”.
__________
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو يعلى، والبيهقي.
(2/608)
– باب سورة هود
• حديث أبي عثمان عن عبد الله بن مسعود ؛ في نزول: {أقم الصلاة طرفى النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين”.
سلف في كتاب التوبة برقم ()
(2/609)
– باب سورة إبراهيم
• حديث البراء بن عازب ؛ في بيان: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت”.
سلف في كتاب الجنائز برقم ().
(2/610)
– باب سورة الإسراء
حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس ؛ في نزول: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها”.
سلف في كتاب الصلاة برقم ().
(2/611)
1885- عن علقمة عن عبد الله قال:
بينما أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث وهو متكئ على عسيب إذ مر بنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح فقالوا ما رابكم إليه لا يستقبلكم بشيء تكرهونه، فقالوا سلوه فقام إليه بعضهم فسأله عن الروح، قال، فأسكت النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليه شيئا فعلمت أنه يوحى إليه، قال، فقمت مكاني فلما نزل الوحى قال {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}”.
__________
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي.
(2/612)
– باب سورة الكهف
1886- عن سعيد بن جبير: قال: قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر، ليس هو موسى بني إسرائيل، إنما هو موسى آخر؟ فقال: كذب عدو الله، قال: حدثنا أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛
“أن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل، فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فقال له: بلى، لي عبد بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال: أي رب، ومن لي به، وربما قال سفيان: أي رب، وكيف لي به؟ قال: تأخذ حوتا، فتجعله في مكتل، حيثما فقدت الحوت فهو ثم، وربما قال: فهو ثمه، وأخذ حوتا، فجعله في مكتل، ثم انطلق هو وفتاه يوشع بن نون، حتى أتيا الصخرة، وضعا رؤوسهما، فرقد موسى، واضطرب الحوت، فخرج فسقط في البحر، فاتخذ سبيله في البحر سربا، فأمسك الله عن الحوت جرية الماء، فصار مثل الطاق، فقال هكذا مثل الطاق، فانطلقا يمشيان بقية ليلتهما ويومهما، حتى إذا كان من الغد قال لفتاه: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، ولم يجد موسى النصب حتى جاوز حيث أمره الله، قال له فتاه: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره، واتخذ سبيله في البحر عجبا، فكان للحوت سربا، ولهما عجبا، قال له موسى: ذلك ما كنا نبغي، فارتدا على آثارهما قصصا، رجعا يقصان آثارهما، حتى انتهيا إلى الصخرة، فإذا رجل مسجى بثوب، فسلم موسى، فرد عليه، فقال: وأنى بأرضك السلام؟! قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا، قال: يا موسى، إني على علم من علم الله، علمنيه الله لا تعلمه، وأنت على علم من علم الله، علمكه الله لا أعلمه، قال: هل أتبعك؟ قال: {إنك لن تستطيع معي صبرا}، {وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا}، إلى قوله: {إمرا}، فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فمرت بهما سفينة، كلموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر، فحملوه بغير نول، فلما ركبا في السفينة جاء عصفور، فوقع على حرف السفينة، فنقر في البحر نقرة، أو نقرتين، قال له الخضر: يا موسى، ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور بمنقاره من البحر، إذ أخذ الفأس فنزع لوحا، قال: فلم يفجأ موسى إلا وقد قلع لوحا بالقدوم، فقال له موسى: ما صنعت؟! قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئا إمرا، قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا؟ قال: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا، فكانت الأولى من موسى نسيانا، فلما خرجا من البحر مروا بغلام يلعب مع الصبيان، فأخذ الخضر برأسه فقلعه بيده هكذا، وأومأ سفيان بأطراف أصابعه كأنه يقطف شيئا، فقال له موسى: أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا، قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني، قد بلغت من لدني عذرا، فانطلقا، حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها، فأبوا أن يضيفوهما، فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض، مائلا، أومأ بيده هكذا (وأشار سفيان، كأنه يمسح شيئا إلى فوق، فلم أسمع سفيان يذكر مائلا إلا مرة) قال: قوم أتيناهم فلم يطعمونا، ولم يضيفونا، عمدت إلى حائطهم لو شئت لاتخذت عليه أجرا، قال: هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا، قال النبي صلى الله عليه وسلم : وددنا أن موسى كان صبر، فقص الله علينا من خبرهما”.
قال سفيان: قال النبي صلى الله عليه وسلم : “يرحم الله موسى، لو كان صبر، يقص علينا من أمرهما”.
وقرأ ابن عباس: {أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين}.
قال علي بن عبد الله: ثم قال لي سفيان: سمعته منه مرتين، وحفظته منه.
قيل لسفيان: حفظته قبل أن تسمعه من عمرو، أو تحفظته من إنسان؟ فقال: ممن أتحفظه، ورواه أحد عن عمرو غيري؟! سمعته منه مرتين، أو ثلاثا، وحفظته منه
أخرجه أحمد، وعبد بن حميد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي.
وهذا ما قصه سبحانه من خبرهما:
{ – أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا – وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا – فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما – وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا – }.
(2/613)
1887- عن ابن عباس عن أبى بن كعب:
“أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: (لتخذت عليه أجرا)”.
__________
أخرجه أحمد، ومسلم.
(2/614)
– باب سورة مريم
1888- عن مسروق، عن خباب، قال:
“كنت قينا في الجاهلية، وكان لي دين على العاصي بن وائل، قال: فأتاه يتقاضاه، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فقال: والله، لا أكفر حتى يميتك الله، ثم تبعث، قال: فذرني حتى أموت ثم أبعث، فسوف أوتى مالا وولدا، فأقضيك، فنزلت هذه الآية: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا}”.
__________
أخرجه الطيالسي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، والبزار، وابن حبان، والطبراني، والبيهقي.
(2/615)
– باب سورة الحج
1889- عن قيس بن أبي حازم، قال: سمعت أبا ذر يقسم قسما:
“أن هذه الآية: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} نزلت في الذين برزوا يوم بدر حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة”.
__________
أخرجه البخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي.
(2/616)
– باب سورة الشعراء
1890- عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة، قال:
“قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله عز وجل: {وأنذر عشيرتك الأقربين} قال: يا معشر قريش، أو كلمة نحوها، اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا”.
__________
أخرجه الدارمي، والبخاري، ومسلم، والنسائي.
(2/617)
1891- عن الأعرج، عن أبي هريرة ،
“أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا بني عبد مناف، اشتروا أنفسكم من الله، يا بني عبد المطلب اشتروا أنفسكم من الله، يا أم الزبير بن العوام عمة رسول الله، يا فاطمة بنت محمد، اشتريا أنفسكما من الله، لا أملك لكما من الله شيئا، سلاني من مالي ما شئتما”.
__________
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم.
(2/618)
1892- عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت:
“لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين} قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا فقال: يا فاطمة بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم”.
__________
أخرجه أحمد، ومسلم، والترمذي، والنسائي.
(2/619)
1893- عن أبي عثمان، عن قبيصة بن المخارق، وزهير بن عمرو، قالا:
“لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين} قال: انطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى رضمة من جبل، فعلا أعلاها حجرا، ثم نادى: يا بني عبد منافاه، إني نذير، إنما مثلي ومثلكم، كمثل رجل رأى العدو، فانطلق يربأ أهله، فخشي أن يسبقوه، فجعل يهتف: يا صباحاه”.
__________
أخرجه ابن أبي شيبة، في “مسنده”، وأحمد، ومسلم، وابن أبي عاصم، في “الآحاد والمثاني”، والنسائي، وأبو عوانة، والطبراني، في “الإيمان”، والبيهقي، في “دلائل النبوة”.
(2/620)
1894- عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال:
“لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين} ورهطك منهم المخلصين(1)، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف: يا صباحاه فقالوا: من هذا؟ فاجتمعوا إليه، فقال: أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل، أكنتم مصدقي؟ قالوا: ما جربنا عليك كذبا، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، قال أبو لهب: تبا لك، ما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام، فنزلت: {تبت يدا أبي لهب وتب وقد تب}”.
هكذا قرأها الأعمش يومئذ.
____________
في رواية ابن حبان: “قال: وهن في قراءة عبد الله”، يعني زيادة: “ورهطك منهم المخلصين”.
____________
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والبزار، والنسائي، وأبو عوانة، وابن حبان، والطبراني، والبيهقي.
(2/621)
– باب سورة لقمان
1895- عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
“مفاتيح الغيب خمس، لا يعلمها إلا الله: {إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، إن الله عليم خبير}”.
– وفي رواية: “مفاتيح الغيب خمس، لا يعلمهن إلا الله: لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم نزول الغيث إلا الله، ولا يعلم ما في الأرحام إلا الله، ولا يعلم الساعة إلا الله، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت”.
– وفي رواية: “مفاتيح الغيب خمس، لا يعلمها إلا الله: لا يعلم ما تغيض الأرحام أحد إلا الله، ولا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله، ولا تعلم نفس بأي أرض تموت، ولا يعلم متى تقوم الساعة أحد إلا الله عز وجل”.
__________
أخرجه إسماعيل بن جعفر، وأحمد، وعبد بن حميد، والبخاري، والنسائي، وابن حبان.
(2/622)
1896- عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال:
“أوتيت مفاتيح كل شيء، إلا الخمس: {إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، إن الله عليم خبير}”.
__________
أخرجه أحمد، والبخاري، والطبراني.
(2/623)
– باب سورة الأحزاب
• حديث عروة بن الزبير، عن عائشة ؛ في نزول: {ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت}”.
سلف في كتاب النكاح برقم ().
(2/624)
– باب سورة الزمر
1897- عن عبيدة عن عبد الله بن مسعود، قال:
“جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}”.
__________
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي.
(2/625)
1898- عن علقمة قال: قال عبد الله بن مسعود:
“جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب فقال يا أبا القاسم إن الله يمسك السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر والثرى على إصبع، والخلائق على إصبع، ثم يقول أنا الملك أنا الملك، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قرأ {{وما قدروا الله حق قدره}”.
__________
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم.
(2/626)
– باب سورة فصلت
1899- عن أبي معمر عن ابن مسعود قال:
“اجتمع عند البيت ثلاثة نفر قرشيان وثقفي أو ثقفيان وقرشي قليل فقه قلوبهم كثير شحم بطونهم فقال أحدهم أترون الله يسمع ما نقول وقال الآخر يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا وقال الآخر إن كان يسمع إذا جهرنا فهو يسمع إذا أخفينا، فأنزل الله عز وجل {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم} الآية”.
__________
أخرجه الحميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي.
(2/627)
– باب سورة الشورى
1900- عن طاووس، قال: سئل ابن عباس عن هذه الآية: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}، قال: فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد، قال: فقال ابن عباس: عجلت:
“إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم يكن من بطون قريش، إلا كان له فيهم قرابة، فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة”.
– وفي رواية: “عن ابن عباس، رضي الله عنهما ؛ {إلا المودة في القربى}، قال: فقال سعيد بن جبير: قربى محمد صلى الله عليه وسلم ، فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يكن بطن من قريش، إلا وله فيه قرابة، فنزلت عليه: إلا أن تصلوا قرابة بيني وبينكم”.
__________
أخرجه أحمد، والبخاري، والترمذي، والنسائي، وابن حبان.
(2/628)
– باب سورة الدخان
1901- عن مسروق قال كنا عند عبد الله جلوسا وهو مضطجع بيننا فأتاه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن إن قاصا عند أبواب كندة يقص ويزعم أن آية الدخان تجيء فتأخذ بأنفاس الكفار ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام فقال عبد الله وجلس وهو غضبان يا أيها الناس اتقوا الله من علم منكم شيئا فليقل بما يعلم ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإنه أعلم لأحدكم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم فإن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}:
“إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى من الناس إدبارا فقال: اللهم سبع كسبع يوسف، قال فأخذتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا الجلود والميتة من الجوع وينظر إلى السماء أحدهم فيرى كهيئة الدخان فأتاه أبو سفيان فقال يا محمد إنك جئت تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم، قال الله عز وجل {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم} إلى قوله {إنكم عائدون}.
قال أفيكشف عذاب الآخرة {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون} فالبطشة يوم بدر وقد مضت آية الدخان والبطشة واللزام وآية الروم”.
__________
أخرجه الحميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي.
(2/629)
– باب سورة الفتح
1902- عن قتادة، أن أنس بن مالك حدثهم، قال:
“لما نزلت: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله} إلى قوله: {فوزا عظيما} مرجعه من الحديبية، وهم يخالطهم الحزن والكآبة، وقد نحر الهدي بالحديبية، فقال: لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا جميعا”.
– وفي رواية: “لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية، نزلت هذه الآية: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما}”.
– وفي رواية: “أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ، مرجعه من الحديبية، وأصحابه يخالطون الحزن والكآبة، وقد حيل بينهم وبين مناسكهم، ونحروا الهدي بالحديبية: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا}، إلى قوله: {صراطا مستقيما}، قال: لقد أنزلت علي آيتان هما أحب إلي من الدنيا جميعا”.
__________
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد، ومسلم، والترمذي، وأبو يعلى، وابن حبان، وأبو عوانة، والبيهقي.
(2/630)
– باب سورة النجم
عن زر عن عبد الله {فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال حدثنا ابن مسعود أنه رأى جبريل له ستمئة جناح”.
__________
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي.
(2/631)
– عن علقمة عن عبد الله، {لقد رأى من آيات ربه الكبرى} قال رأى رفرفا أخضر سد أفق السماء”.
__________
أخرجه أحمد، والبخاري.
(2/632)
– عن مسروق قال كنت متكئا عند عائشة فقالت يا أبا عائشة ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، قلت ما هن قالت من زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، قال وكنت متكئا فجلست فقلت يا أم المؤمنين أنظريني ولا تعجليني ألم يقل الله عز وجل {ولقد رآه بالأفق المبين} {ولقد رآه نزلة أخرى}، فقالت أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض، فقالت أولم تسمع أن الله يقول {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} أولم تسمع أن الله يقول {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم} قالت ومن زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية والله يقول {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}، قالت ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية والله يقول {قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله}”.
__________
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي.
(2/633)
• حديث الأسود عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ {والنجم} فسجد فيها وسجد من كان معه غير أن شيخا أخذ كفا من حصى أو تراب فرفعه إلى جبهته وقال يكفيني هذا، قال عبد الله لقد رأيته بعد قتل كافرا.
سلف في كتاب الصلاة برقم ().
(2/634)
– باب سورة القمر
1903- عن أبي معمر، عن ابن مسعود، قال:
“انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين، فرقة فوق الجبل وفرقة دونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اشهدوا”.
__________
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي.
(2/635)
1904- عن قتادة، عن أنس بن مالك، أنه قال:
“انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين”.
– وفي رواية: “أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر مرتين”.
– وفي رواية: “أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم القمر شقتين، حتى رأوا حراء بينهما”.
– وفي رواية: “عن أنس بن مالك ؛ في قوله: {اقتربت الساعة وانشق القمر}، قال: قد انشق زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم “.
__________
أخرجه الطيالسي، وأحمد، وعبد بن حميد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، والبيهقي، في “دلائل النبوة”.
(2/636)
1905- عن الأسود بن يزيد بن قيس النخعي، عن عبد الله ابن مسعود، قال:
“كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ: {فهل من مدكر}”.
__________
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
(2/637)
– باب سورة المنافقون
1906- عن محمد بن كعب القرظي، عن زيد بن أرقم، قال:
“كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة، فقال عبد الله بن أبي: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، قال: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، قال: فحلف عبد الله بن أبي أنه لم يكن شيء من ذلك، قال: فلامني قومي، وقالوا: ما أردت إلى هذا؟ قال: فانطلقت، فنمت كئيبا، أو حزينا، قال: فأرسل إلي نبي الله صلى الله عليه وسلم ، أو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: إن الله، عز وجل، قد أنزل عذرك وصدقك، قال: فنزلت هذه الآية: {هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا} حتى بلغ: {لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل}”.
– وفي رواية: “لما قال عبد الله بن أبي: لا تنفقوا على من عند رسول الله، وقال أيضا: لئن رجعنا إلى المدينة، أخبرت به النبي صلى الله عليه وسلم ، فلامني الأنصار، وحلف عبد الله بن أبي ما قال ذلك، فرجعت إلى المنزل فنمت، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته، فقال: إن الله قد صدقك، ونزل: {هم الذين يقولون لا تنفقوا} الآية”.
__________
أخرجه أحمد، والبخاري، والترمذي، والنسائي، والطبراني، والبيهقي.
(2/638)
– باب سورة المدثر
1907- عن يحيى بن أبي كثير، قال: سألت أبا سلمة: أي القرآن نزل قبل؟ قال: {يأيها المدثر}، قلت: أو {اقرأ باسم ربك الذي خلق}؟ قال: سألت جابر بن عبد الله: أي القرآن نزل قبل؟ {يأيها المدثر}، قلت: أو {اقرأ باسم ربك الذي خلق}؟ قال جابر: ألا أحدثكم بما حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
“جاورت بحراء شهرا، فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت بطن الوادي، فنوديت فنظرت أمامي وخلفي، وعن يميني وشمالي، فلم أر شيئا، ثم نوديت فنظرت أمامي وخلفي، فلم أر شيئا، ثم نوديت فنظرت أمامي وخلفي، وعن يميني وعن شمالي، فلم أر شيئا، ثم نظرت إلى السماء، فإذا هو على العرش في الهواء، فأخذتني رجفة، فأتيت خديجة فأمرتهم فدثروني، فأنزل الله عز وجل: {يأيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر}”.
– وفي رواية: “عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: أخبرني جابر بن عبد الله، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ثم فتر الوحي عني فترة، فبينا أنا أمشي، سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري قبل السماء، فإذا الملك الذي جاءني بحراء الآن، قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فجثثت منه فرقا، حتى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي، فقلت لهم: زملوني، زملوني، زملوني، فزملوني، فأنزل الله، عز وجل: {يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر}”.
قال أبو سلمة: الرجز الأوثان، ثم حمي الوحي بعد وتتابع”.
__________
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وابن حبان، وأبو عوانة، والبيهقي.
(2/639)
– باب سورة القيامة
1908- عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} قال:
“كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، وكان مما يحرك شفتيه.
فقال ابن عباس: فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما، وقال سعيد: أنا أحركهما كما رأيت ابن عباس يحركهما، فحرك شفتيه.
فأنزل الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه} قال: جمعه لك في صدرك وتقرأه، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} قال: فاستمع له وأنصت {ثم إن علينا بيانه} ثم إن علينا أن تقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد ذلك، إذا أتاه جبريل استمع، فإذا انطلق جبريل، قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأه”.
– وفي رواية: “عن ابن عباس، رضي الله عنهما، في قوله: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا نزل جبريل بالوحي، وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، وكان يعرف منه، فأنزل الله الآية التي في {لا أقسم بيوم القيامة}: {لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} فإذا أنزلناه فاستمع، {ثم إن علينا بيانه} قال: إن علينا أن نبينه بلسانك، قال: وكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله”.
__________
أخرجه الطيالسي، والحميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والبزار، والنسائي، وابن حبان، وأبو عوانة، والبيهقي.
(2/640)
– باب سورة المطففين
• حديث نافع، عن عبد الله بن عمر، قال:
“ذكر النبي صلى الله عليه وسلم : {يوم يقوم الناس لرب العالمين} قال: يحبسون، حتى يبلغ الرشح آذانهم”.
يأتي، إن شاء الله تعالى.
(2/641)
– باب سورة الإنشقاق
• حديث عطاء بن ميناء عن أبي هريرة قال سجدنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في {إذا السماء انشقت} و {اقرأ باسم ربك}.
سلف في كتاب الصلاة برقم ().
• وحديث أبي رافع قال صليت مع أبي هريرة صلاة العتمة فقرأ {إذا السماء انشقت} فسجد فيها، فقلت له ما هذه السجدة فقال سجدت بها خلف أبي القاسم صلى الله عليه وسلم فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه، وقال ابن عبد الأعلى فلا أزال أسجدها.
سلف في كتاب الصلاة برقم ().
• وحديث أبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قرأ لهم {إذا السماء انشقت} فسجد فيها فلما انصرف أخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد فيها.
سلف في كتاب الصلاة برقم ().
(2/642)