تحديد ليلة القدر

 الحمد لله رب العالمين ،

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ 


في كل عشرٍ أواخرٍ وفي الأيام الفردية تحديداً يخرج جماهير الناس بعد صلاة الفجر لمراقبة شروق الشمس بغية تحديد ليلية القدر ومعرفتها .



هذه الليلة التي اخفاها الله سبحانه عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولم يعرفها أصحاب نبيه واختلفوا في تحديدها ؟ ، ستخرج أنت لتحددها ؟؟ وتقوم بتصوير الشمس لإثبات أنك عرفت ما أراد الله ألا نعرفه ؟؟

ويخرج غيرك في يوم آخر بصورة مماثلة من مدينته صحيح ؟

ويتخبط الناس مرة أخرى فيقولون فلان رآها صبيحة ليلة ٢٣ ، فيرد عليه آخر لكن فلان رآها صبيحة ليلة ٢٥ ، ألا تفهم أنها رُفعت بسبب التلاحي ؟




«صحيح البخاري» (3/ 47 ط السلطانية):

2023 – حَدَّثَنَا ‌مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا ‌خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ: حَدَّثَنَا ‌حُمَيْدٌ: حَدَّثَنَا ‌أَنَسٌ، عَنْ ‌عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: «خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، ‌فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، ‌فَتَلَاحَى فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ.»


الله سبحانه رفع أمر تحديدها ومعرفتها بعد نزوله إلى نبي الله ، أنت الآن خارجٌ لتحديدها ؟؟


ستقول لي : نعم ، وليس من عندي ، لكن بالعلامة التي عرفنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي بن كعب :

30 – عن زِرّ بن حُبَيش، قال: سألت أُبَيًّا قلت: أبا المنذر، إن أخاك ابن مسعود يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر؟ فقال: يرحمه الله، لقد علم أنها في شهر رمضان، وأنها ليلة سبع وعشرين، قال: وحلف، قلت: وكيف تعلمون ذلك؟ قال: بالعلامة، أو بالآية، التي أخبرنا بها؛ أن الشمس تطلع ذلك اليوم لا شعاع لها .


أقول : هذا الحديث لا يصح ولا يثبت مرفوعاً ولا موقوفاً لعلل في أوجهه الأربعة .


لكن ، سلمنا أنك لست بذاك الباحث في الحديث وأنك لن تفهم هذا ، هل تعلم كم من الأسباب في أيام السنة يمكن أن تطلع الشمس بسسبها لا شعاع لها ؟ مثل الألبيدو ؟ مستوى شفافية الغلاف الغازي ؟ معدل الرطوبة في الهواء ؟ ، لهذا تطلع الشمس في أيام كثيرة على مدار العام لا شعاع لها في أماكن كثيرة متفرقة .


فلماذا تخرج مراقباً الشمس تبتغي كشف ما أراد الله حجبه عنا ؟

ألا يكفيك ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ؟

لو أراد الله أن نعرفها تحديداً لما رفعها بعدما أُنزلت ، ولترك النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا بها .



«صحيح البخاري» (9/ 31 ط السلطانية):

6991 – حَدَّثَنَا ‌يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا ‌اللَّيْثُ، عَنْ ‌عُقَيْلٍ، عَنِ ‌ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ ‌سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ‌ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «أَنَّ أُنَاسًا أُرُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ، وَأَنَّ أُنَاسًا أُرُوا أَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‌الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ.»


أراد الله رفعها ، وتريد أنت تحديدها وكشفها ؟؟

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *