تفريق منكري السنة بين النبي والرسول بلا بينة

الرد على شبهة : النبي غير الرسول

 الحمد لله رب العالمين 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ 

 

 

 

من أعمدة بنيان الدين النكراني هو قضية التفرقة بين ( النبي ) و ( الرسول ) ، فعمدوا إلى جعل هذا التفريق مُسلَمة بدون بينة ولا دليل ، ثم تخطوا هذا بسرعة إلى المبني على هذا التفريق المزعوم في فهمهم .

 

أولاً :

السؤال المهم الذي يجب أن نسأله النكراني هو : ما هو الدليل على التفريق بين النبي والرسول ؟ 

ما هو النص الذي ذكر أنه يوجد فرق بين النبي والرسول ؟

أي أية في كتاب الله ذكرت وبينت وفصلت أن النبي غير الرسول ؟

والإجابة التي سنجدها من ردهم لا يوجد فيها أي دليل من الكتاب ، ولهذا سيبدأ النكراني في عرض فهم مشايخه للكتاب !

سيأتي لك بآيات تخاطب النبي ويقول لك انظر هنا عتاب من الله لنبيه لأن النبي يخطئ ، ولم يعاتبه مرة بخطاب الرسول لأن الرسول يخطئ !

فإن كنت غراً ستفتح فاك مشدوهاً وتقول كيف لم ألاحظ هذا من قبل ؟ هذا الشخص فتح الله له ورأى ما لم أرى !

ولن تنتبه إلى أن النكراني لم يأت لك بنص من الكتاب يقول أنه يوجد فرق بين النبي والرسول ! بل عرض عليك فهم مشايخه لبعض النصوص دون بعض !

الآن نريد نصاً يقول : يوجد فرق بين الرسول والنبي اتبعوا الرسول ولا تتبعوا النبي لأن النبي يخطئ .

سيقولون : وهل تريد أن يقول لنا الكتاب هذا صراحة ؟؟

أقول : وأي شئ أعظم من هذا ؟ كيف يتركه الكتاب بدون نص وقد نص على أشياء ضرر عدم النص عليها لا يرقى إلى مستوى ضرر ترك بيان الفرق بين النبي والرسول ؟

قال تعالى :

{  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ  } [الحجرات:12]

فنزل سبحانه نصاً لبيان خطر الغيبة والظن وهو أقل ضرراً من عدم النص على التفريق بين النبي والرسول .

 

وقال سبحانه :

{  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ  } [المجادلة:11]

فالأمر بعدم اتباع النبي وحصر الاتباع في الرسول أعظم خطراً من التفسح في المجلس !

بل كل أمر بعد التوحيد أقل خطراً من عدم بيان وجوب اتباع الرسول وترك اتباع النبي صلى الله عليه وسلم !

فالتفريق بين الرسول والنبي مجرد دعوى باطلة تبناها النكرانية ليصدوا عن تطبيق وفهم النبي للكتاب بوحي من الله سبحانه .

 

وككل فرقة ضالة مارقة من الإسلام ، يترك النكرانيون الأدلة التي لا توافق هواهم ، ويحرفون الأدلة لتوافق هواهم !

يقول لك النكراني : قال الله تعالى : 

{  يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ  } [التحريم:1]

هذا عتاب من الله لنبيه ، لأنه أخطأ ، فالنبي يخطئ كما ترى ولهذا لا يجب اتباعه إلا في الرساله !

فإذا سألته : ما هو الخطأ الذي وقع فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأيه النص الذي حدد أن هذا خطأ ؟ لم يجد جواباً وتخبطه الشيطان من المس .

 

ثم يستطرد قائلاً :

{  مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  } [الأنفال:67]

انظر ، لنبي وليس لرسول ، النبي يخطئ .

فإذا سألته ما هو الخطأ لم يعرف وأخذ يهذي كالمجنون متهماً إياك بالشرك وعبادة النبي صلى الله عليه وسلم والبخاري رحمه الله !

 

انتظر أيها النكراني ، وجدت لك بعض آيات من كتاب الله الذي تنسب نفسك إليه زوراً ، انظر إلى هذه :

{  يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا  } [الأحزاب:59]

الله يأمر ( النبي ) أن ( يقول ) لأزواجه وبناته ونساء المؤمنين ، يعني هذا يدخل فيه كل النساء حتى قيام الساعة !

يأمره أن يأمرهن بإدناء الجلابيب !

كيف يحصل مثل هذا ؟ لم يقل له يا رسول ؟؟

كيف يأمر النبي بالبلاغ ؟ هذا أمر متعلق بالرسالة ؟

لابد أنك أسأت الفهم أيها النكراني ؟

 

انظر إلى هذه أيضاً :

{  يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا  } [الطلاق:1]

 

النبي ؟

مرة أخرى ؟

ثم يسرد عليه سورة كاملة في أحكام الطلاق والعدة ؟ 

للنبي ؟

ويقول فيها :

{  وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا  } [الطلاق:8]

يعني هذه الأشياء التي قيلت ( للنبي ) هي أمر ربنا سبحانه الذي لا تحل مخالفته ؟

لم خاطبه بالنبي في أمر كهذا ؟ وهو أمر رسالة ؟

هل أسأت الفهم أيها النكراني ؟

هل سلمت عقلك لفهم أحدهم كما كنت تعيب على غيرك ؟

 

خذ هذه أيضاً :

{  يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا  } [الأحزاب:45]

النبي نذير ، والنذارة لا تكون إلا بالوحي يعني بالرسالة !

 

هنا تثور ثائرة النكراني متهماً إياي بعبادة البشر واتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم إلهاً مع الله ، ويصرخ على الصحيحين والسنن !

لم لا تجيب عن أسألتي ؟

 

{  وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ  } [آل عمران:81]

الله أخذ ميثاق ( النبيين ) لما اتيتكم من ( كتاب ) و ( حكمة ) 

يعني النبيين أوتوا كتباً؟

يعني رسالات ؟

المفترض أن الرسل هم من تنزل عليهم الرسالات التي هي الكتب .

ما علاقة النبيين بالكتب ؟ النبيين يخطئون أصلاً عندك يا نكراني !

 

فالحاصل :

– أنه لم يأت نص من الكتاب يفرق بين النبي والرسول .

– التفريق بين النبي والرسول هو ( فهم النكراني ) ل ( بعض ) النصوص .

– مجموع النصوص يؤكد أنه لا فرق بين نبي ورسول .

– النبي لا يخطئ في الملة أو الشرعة أو المنهاج بل منتهاه الخظأ في أمر من أمور الدنيا وليس في أمر الدين .

 

{  رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ  } [آل عمران:8].

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *