الحمد لله رب العالمين
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
الحياة مكتظة بالضغوط والأحداث ، وكلها يؤثر على الإنسان نفسه وعقله ،
ومن لطيف الأقدار أن يُسَاق إليك من الفكاهة ما يداعب روحك ونفسك ، فتخفف عنها هذه الضغوط والأحداث .
ومن ألطف ما يّسَاق إليَّ هو مناقشات النكارى بعضهم البعض ، ففيها من الفكاهة ما لا تجده عند غيرهم ، كما أنها تذكرك بنعمة العقل التي أنعمها الحق سبحانه على بعض خلقه وحُرِمَ منها النكارى بجميع مللهم .
بينما كنت أتصفح بعض مواقع التواصل ظهر لي منشور طريف من نكرانى غير مستتر ، يشرح فيه كيف أن الختان لم ينزل في القران وبالتالى هو بدعة وشرع جديد .
هذا طبيعي ومتوقع ، أليس كذلك ؟
هنا تدخل النكراني المستتر ليصصح للنكراني غير المستتر ويظهر علمه وفهمه وقوة نظره .
قال النكراني المستتر كما في الصورة :
موجود ( يعنى الختان مذكور في القرآن ) ، لكن محرم !
ثم شرع يسرد دليله وليته ما فعل !
قال النكراني المستتر :
{ وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا } [النساء:107]
أنت الآن تريد أن تسأل : أين هو موضع الدلالة في الآية على تحريم الختان ؟
ركز جيداً ، وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا } [النساء:107]
هل فهمت موضع الدلالة ؟
النكراني المستتر يظن أن يختانون هي يختتنون ، الذين يختانون أنفسهم يعني الذين يقومون بعمل الختان لأنفسهم !
صدقني أخى الكريم هذه ليست مزحة ، ولكي تصدقني سأضع لك لقطة شاشة لهذه المسرحية :
هل رأيت ؟ كنتَ تظن أنني أمزح ، صحيح ؟
كن صبوراً من فضلك ، الآن سيشرع النكراني المستتر بتقوية استدلاله ، وسيورد المزيد من الأدلة :
قال النكراني المستتر :
طبعا هذا في التخصيص في العموم محرم اي تغير الله لقول الله سبحانه وتعالى إِن يَدْعُونَ من دُونِةٍ إِلَّا إِنَّا وَإِن يَدْعُونَ إلَّا شَيْطَنًا مَّرِيدًا (۱۱۷) لعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لاتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَلَفْرُوضًا (۱۱۸) وأضِل. نَّهُمْ وَلَا مَنْينَّهُمْ وَلَا امْرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ وَإِذَان الْأَنْعَمِ وَلَا امْرَنَّهُمْ فَلَيْغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنُ يَتَّخِذِ الشَّيْطَنَ وَلِتعجبُ من دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسْرَانًا مُّبِينًا (۱۱۹)
يعني التخصيص جاء باللفظ في النهي عن الختان ( يقصد : الذين يختانون أنفسهم ) ، وفي العموم محرم أي تغيير ،
انتهى كلامه .
طبعاً أفهم أن عشرات التساؤلات قد صارت في رؤوسكم ، كل منكم فكر في اتجاه ،
فهذه المرأة ذات الشعر غير الناعم ولا المسترسل ، لا يمكنها تغيير خلق الله وفرد شعرها ؟
وهذا الرجل الزائد في الوزن ، لا يمكنه شفط هذه الدهون ؟
وهذه الأظافر هل ستنمو حتى وفاة المرء ؟
وشعر العانة والإبطين والرأس هل سيستمر في النمو دائماً وأبداً حتى دخول القبر ؟
ماذا عن هذا الجبل ؟ ألا يمكن نسف جزء منه لعمل طريق يقصر زمن ومشقة الدوران حوله ؟
وهكذا ، الاف الأمثلة تظهر ، كلها تغيير في خلق الله حسب فهم هذا النكراني المستتر !
طيب دعنا من هذه الأشياء التي فكرتم فيها ، دعونا لا نضرب الأمثال ، تعالوا نفكر في ( يختانون ) ، ما هي علاقتها بالختان ؟؟
ألا يوجد نص آخر يبين لنا معناها ؟؟
بلى ، { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } [البقرة:187]
{ وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا } [النساء:107]
يختانون – خواناً
وليس يختانون – ختاناً
كن واثقاً أن كل من أنكر السنة ففي عقله نوع من الخلل .
{ وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ } [الأعراف:155]