من المعلوم بالضرورة أن محمداً صلى الله عليه وسلم قد أبتعثه الله سبحانه ليبلغنا رسالة الأسلام عن طريق الوحي بمختلف أنواعه ، وهذه الرسالة تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
– الملة
– الشرعة
– المنهاج
السؤال الآن :
هل النبي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مُكَلفٌ بأحكام الإسلام التي جاءت في الرسالة التى ابتعثه الله ليبلغنا إياها ؟
بصيغة أخرى :
هل النبي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مأمور بتوحيد الله وعدم الشرك به ؟
هل هو مأمور بالصلاة والزكاة والصوم والحج والوضوء والغسل والتيمم ؟
هل هو مأمور بالصدق والعدل والبر ؟
الإجابة الوحيدة المقبولة نقلاً وعقلاً هي : نعم . هو مأمور بكل ما جاء في رسالة الإسلام مثله مثل أي إنسان من هذه الأمة .
هذه الإجابة لها لوازم أحب أن أركز على ثلاثة نقاط فقط منها في هذا المقام :
1 – أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قام بهذه الأمور في الملة والشرعة والمنهاج كونه مكلفاً بها مثلنا ، فمن البديهي أن جاء بتوحيد الله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان وحج واعتمر وحكم بالعدل وتحرى الصدق ….. .
٢ – أن الكيفية التى طبق بها هذه الأوامر لا شك ولو مثقال ذرة أنها جاءته بالوحي وليس برأيه ولا اجتهاده ولا تقليد آباءه فهو صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم لا الكتاب ولا الإيمان فعلمها بالوحي .
٣ – أن أي تفسير أو اجتهاد أو استنباط من الكتاب لا يجوز أبداً أن يخالف كلياً أو جزئياً الطريقة التى طبق بها النبي صلى الله عليه وسلم أحكام الإسلام ، وكل رأي أو اجتهاد أو استنباط يخالف تنفيذ النبي صلى الله عليه وسلم فهو مردود على صاحبه كائناً من كان .
فالمسلم يجب أن يكون كأصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم، أسلموا أمر دينهم إليه ، هو ينزل عليه الوحي بالكتاب وغيره ، وهو يطبق ما أوحي إليه ، وهم يفعلون مثله بدون كثير كلام .
لهذا كانوا أمة واحدة .
[…] هولاء النكارى أن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه مخاطب بالملة والشرعة ومكلف […]