نفاق أدعياء اتباع فهم الصحابة

يَدَّعِي البَعْضُ أَنَّهُمْ سَيَفْهَمُونَ الإِسْلَامَ بِفَهْمِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَهَلْ هُمْ صَادِقُونَ فِي دَعْوَاهُمْ؟

الاستماع للمقطع الصوتي

يَدَّعِي البَعْضُ أَنَّهُمْ سَيَفْهَمُونَ الإِسْلَامَ بِفَهْمِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَهَلْ هُمْ صَادِقُونَ فِي دَعْوَاهُمْ؟

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ

ذَكَرْتَ لِي أَنَّ فَهْمَ الصَّحَابَةِ لِلْوَحْيِ وَعَمَلَهُمْ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ دِينُكَ الَّذِي تَعْتَنِقُهُ، وَأَنَّ هَذَا الْفَهْمَ هُوَ بِمَثَابَةِ إِكْمَالٍ لِمَا لَمْ يَبْلُغْنَا مَرْفُوعًا عَنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِهَذَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ بَعْضَ الْأَسْئِلَةِ تَتَعَلَّقُ بِدِينِكَ هَذَا:

هَلْ جَمَعْتَ أَقْوَالَ الصَّحَابَةِ؟

بِمَا أَنَّ أَقْوَالَهُمْ وَأَفْعَالَهُمْ عِنْدَكَ دِينٌ مُكَمِّلٌ لِمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُؤْمِنُ أَنَّ مَا قَالُوهُ أَوْ فَعَلُوهُ هُوَ مِنْ قَوْلِ وَفِعْلِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكِنْ لَمْ يَبْلُغْنَا عَنْهُ لِسَبَبٍ مَا وَبَلَغَنَا عَنْهُمْ، فَيَجِبُ عَلَيْكَ الِاعْتِنَاءُ بِهَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَجَمْعُهَا كَمَا يَجْمَعُ الْمُسْلِمُونَ حَدِيثَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَحِيحٌ؟

فَهَلْ جَمَعْتَ أَقْوَالَهُمْ وَكُلَّ الرِّوَايَاتِ عَنْهُمْ لِتَضَعَهَا جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ مَعَ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَصِلَ إِلَى الدِّينِ الصَّحِيحِ؟

الْآنَ بَعْدَ أَنْ جَمَعْتَ أَقْوَالَ وَأَفْعَالَ أَصْحَابِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَلْ تَيَقَّنْتَ مِنْ صِحَّةِ الرِّوَايَاتِ الْمَنْسُوبَةِ إِلَى الصَّحَابَةِ؟ أَمْ أَنَّكَ تَكْتَفِي بِنَقْلِ النَّاسِ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ قَدْ قَالُوا أَوْ قَدْ فَعَلُوا؟

إِنْ قِيلَ لَكَ مَثَلًا أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ صَلَّى الْعِيدَ فَكَبَّرَ فِي الْأُولَى سَبْعًا وَفِي الثَّانِيَةِ خَمْسًا، هَلْ بَحَثْتَ بِنَفْسِكَ وَتَأَكَّدْتَ مِنْ صِحَّةِ هَذَا الْمَنْسُوبِ إِلَيْهِ وَأَنَّهُ فِعْلًا قَامَ بِهَذَا؟

فَهَذَا سَيَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ حُكْمٌ زَائِدٌ عَنْ صَلَاةِ الْعِيدِ الْمَنْقُولَةِ عَنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ التَّكْبِيرُ سَبْعًا فِي الْأُولَى وَخَمْسًا فِي الثَّانِيَةِ، فَهَلْ تَحَقَّقْتَ مِنْ ثُبُوتِ الْخَبَرِ أَمْ قَبِلْتَهُ بِدُونِ تَحْقِيقٍ؟

وَكَذَا فِي كُلِّ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ مَنْسُوبٍ إِلَى صَحَابِيٍّ.

مَا هِيَ الْقَوَاعِدُ الَّتِي سَوْفَ تَعْتَمِدُهَا لِلتَّيَقُّنِ مِنْ صِحَّةِ الْأَخْبَارِ الْمَنْقُولَةِ عَنِ الصَّحَابَةِ؟ هَلْ سَتَعْتَمِدُ نَفْسَ قَوَاعِدِ النَّقْلِ الْمَعْمُولِ بِهَا فِي نَقْلِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ مِنْ جَرْحٍ وَتَعْدِيلٍ وَتَدْقِيقٍ عَلَى الرُّوَاةِ وَتَعْلِيلٍ؟ أَمْ سَتَتَسَاهَلُ فِي قَبُولِ النَّقْلِ عَنْهُمْ وَتَقُولُ الْمَوْقُوفَاتُ لَا تُعَامَلُ كَالْمَرْفُوعَاتِ؟

طَالَمَا سَوْفَ تَجْعَلُهَا كَالْمَرْفُوعِ حُكْمًا وَدِيَانَةً فَيَجِبُ إِخْضَاعُهَا لِنَفْسِ قَوَاعِدِ النَّقْلِ.

بَعْدَ هَذَا كُلِّهِ يَجِبُ أَنْ تَسْأَلَ نَفْسَكَ سُؤَالًا وَهُوَ: هَلْ أَقْوَالُ وَأَفْعَالُ الصَّحَابَةِ مَحْفُوظَةٌ لِلْأُمَّةِ؟ هَلْ ضَمِنَ اللهُ لَنَا أَنَّ كُلَّ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ مِنْ صَحَابِيٍّ سَيَصِلُ إِلَيْنَا؟ هَلْ مِنْ وَحْيٍ يَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ؟ أَوْ قَوْلُ صَحَابِيٍّ أَوْ تَابِعِيٍّ أَوْ تَابِعِ تَابِعِيٍّ؟

هَذِهِ الْأَسْئِلَةُ يَجِبُ عَلَى مَنْ يَعْتَنِقُ فَهْمَ الصَّحَابَةِ دِينًا أَنْ يُجِيبَ عَلَيْهَا بِوُضُوحٍ، لِأَنَّنِي مُتَأَكِّدٌ أَنَّهُمْ لَا جَمَعُوا وَلَا حَقَّقُوا وَلَا قَرَّرُوا حَتَّى أَيَّ قَوَاعِدَ سَيَتَّبِعُونَ إِنْ جَمَعُوا وَحَاوَلُوا أَنْ يُحَقِّقُوا!

وَرُغْمَ هَذَا الْجَهْلِ الْمُدْقِعِ فَإِنَّهُمْ لَا يَنْفَكُّونَ يُكَرِّرُونَ دِينُهُمْ هُوَ فَهْمُ الصَّحَابَةِ دِينُهُمْ هُوَ فَهْمُ الصَّحَابَةِ.

مَاذَا فَعَلْتَ إِذَنْ لِتَتَحَقَّقَ مِنْ دِينِكَ وَصِحَّتِهِ؟ لَا شَيْءَ.

إِنَّهُ الْإِيمَانُ الْكَاذِبُ، كَالَّذِي يَقُولُ لَكَ إِنَّهُ سُنِّيٌّ وَيُحِبُّ السُّنَّةَ لَكِنَّهُ لَا يَعْرِفُ شَيْئًا عَنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فَحَالُ هَؤُلَاءِ نِفَاقٌ مَعَ جَهْلٍ، لَا عَلِمُوا الْحَقَّ وَلَا اجْتَهَدُوا فِي تَحْقِيقِ بَاطِلِهِمْ وَالتَّيَقُّنِ مِنْهُ!

{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران:8].

شاهد المقطع المختصر

تعليق واحد

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *