مسألة خلافية ! بل هي فتنة

 الحمد لله رب العالمين ،

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .



في كل رمضان وفي هذه الأيام المباركة والليالي الكريمات يأبى الشيطان إلا أن يكون حاضراً !
فتجده حاضراً في مسألة صدقة الفطر التي لا يخلو عامّ من الجدال فيها .
ما إن تبدأ الليالي العشر حتى ينزع الشيطان بين الناس ، فيبدأ النقاش حول هل اتباع أبي حنيفة أفضل أم اتباع محمداً بن عبد الله ؟


ويبدأ كل طرف في سرد حججه وبراهينه لتقوية دينه ومذهبه ، فترى ونسمع أقولاً تظنها علماً وهي شركّ بالله .


فيقول لك أحدهم : إخراج صدقة الفطر نقوداً ( أفضل ) ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم لم يعرف هذا الأفضل وعرفه أبو …. بعده بقرن من الزمان !


ويقول لك آخر : يا أخي لا تحجر واسعاً ، المسألة خلافية ، فقد اختلف العلماء في المسألة فدع كل إنسان يأخذ بما يراه صواباً !


ويتقعر ثالث فيقول : أبو حنيفة لم ينفرد بهذا القول ، بل هو مروي عن عمر بن العزيز والحسن البصري ، فأبو حنيفة له سلف في قوله هذا وهو راشدٌ بار متبع !


والأمر سهل ولا يحتاج كل هذه النقاشات والادعاءات والنقولات ، 


«موطأ مالك رواية أبي مصعب الزهري» (1/ 294):

«755 – أخبرنا أَبُو مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم: فَرَضَ زَكَاةَ ‌الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى النَّاسِ: ‌صَاعًا ‌مِنْ تَمْرٍ، أَوْ ‌صَاعًا ‌مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى كُلِّ حُرٍّ، وْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ، وْ أُنْثَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ» .


أنت الآن تختار بين اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به وبين اتباع أي شخص آخر وما جاء به .


والقرار الذي ستتخذه الآن هو الذي ستجيب به في قبرك عندما تُسأل ، وهو الذي ستتبع صاحبه يوم البعث والنشور عندا يُقال فلتتبع كل أمة ما كانت تعبد .
فإما أن تستسلم لله وتطبق ما أرسل به رسوله ، أو تستلم لفلان وما أوحى له الشيطان به .
هي ليست مسألة خلافية ، بل هي فتنة .

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *