كيف نفهم الإسلام ؟

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين

اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك علي محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد .

مع طول العهد أصبح فهم الإسلام ومعناه صعب علي أكثر الناس ، فخلطوا مع الإسلام كل شيء ، حتي أصبح الشيء الذي يطلق عليه الإسلام هو في الحقيقة ضد الإسلام شكلا وموضوعا .



دعونا نبدأ من البداية ، 

ماذا كانت دعوة كل الرسل ؟

– ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ )

ماذا قال العبد الصالح ؟


– ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )

ماذا قال نوح ؟


– ( وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ )

ماذا قال هود ؟


– ( وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً ۖ فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

ماذا قال صالح ؟


– ( وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )

ماذا قال شعيب؟ 


– ( وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ۖ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )

ماذا قال إبراهيم ؟؟


– ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )

ماذا قال كل الرسل ؟؟؟

أعبدوا الله ما لكم من إله غيره ، لا ملك ولا نبي ولا صديق ولا جن ولا اي شيء .

فالأمر للإنس والجآن إنما هو لعبادة الله عز وجل وحده ، 

وجاءت النصوص المحكمة كلها مؤكدة لهذا المعنى،  عبادة الله عز وجل وحده :

– اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ) 

فحصر سبحانه وتعالي أمر الاتباع في الوحي حصرا لا غير .


– مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ )

وبين سبحانه أن الأنبياء وهم المبلغون عنه سبحانه لا يمكن أن يأمروا البشر بعبادتهم وطاعتهم في غير ما أمر الله عز وجل به ، لكن المطلوب يا بني آدم أن تكونوا عبيدا لله عز وجل ، ربانيين .


– وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )

ثم أكد سبحانه ، أنه من غير الممكن أن يأتي في الوحي الذي يبلغه عنه رسله صلوات الله عليهم جميعا أمر بعبادة غير الله واتباع أوامره ، سواء كان هذا الغير من الملائكة أو من الأنبياء أو من دونهم !!!


– أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

ثم بين سبحانه وتعالي أن من شرع للناس شيئا لم يأت في الوحي فأطاعوه ، فقد جعلوا منه شريكا لله عز وجل ، ونتيجة لهذا فهم مشركون ، وأن الدين لابد وحصرا أن يكون قد أذن به الله عز وجل .


– (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)

وبين سبحانه وشهد أنه أكمل الدين كله من أمر ونهي لكل زمان ومكان ، وأنه سبحانه وتعالي أتم النعمة ، ورضي .

هذا كله محكم لا يمكن تأويله ، ولا فهمه بغير معني واحد فقط لا غير ، 

نفس كلام الأنبياء والرسل من قبل ، أعبد الله ، فقط ؟؟؟؟؟ 
ولا تشرك به شيئا 

فالإسلام جاء كي يكون الحكم في مسائل الديانة كله لله سبحانه وحده ، حتي رسوله لا يشاركه في هذا ، فقط يبلغ عنه ، يبين لنا ، لا علاقة له بالتشريع من قريب أو بعيد .

فإن قرأت آية من كتاب الله عز وجل وفهمت أن هذه الآية تأمرك بطاعة أحد من الناس ، صحابي ، تابعي ، عالم ، في رأيه أو اجتهاده أو فتواه ، فاعلم أن فهمك هذا خالف الإسلام ، وأن الإسلام ليس فيه آمر ولا ناه إلا من خلق ، هو وحده صاحب حق الأمر ، وتيقن أنك فهمت النص علي غير المراد منه .

وأن فهمك هذا نفاه المحكم من الكتاب والحكمة ، فهو باطل لا شك فيه ،

واعلم أنك قد اتبعت المتشابه ، وغَلَبتَهُ علي المحكم بهواك ، فما تتبعه ينقض الإسلام ، فهو عبارة عن تفويض الأمر لغير الله سبحانه للتشريع للخلق .

وإن بلغك حديثا يقول اتبعوا فلان أو علان أو هذا أو هؤلاء فاعلم أنه باطل يقينا لاشك في ذلك ، فإن الإسلام والعبادة لا يكونا إلا لله عز وجل وحده ،

فكل نص معناه أن الله سبحانه قد فوض غيره ليحكم ، واقره مقدما علي حكمه فهو معارض للمحكم ولمعني الإسلام ، 
فإما هو غير صحيح كحديث معاذ ، وحديث سنة الراشدين ،
وإما 
تم ليه وتحريفه ليوافق هذا المعني الذي يعطي حق الحكم في الملة لغير الله سبحانه ، كآية : والسابقون الأولون 

وتذكر أن الله سبحانه أكمل وأتم ورضي .

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *