الجرح والتعديل
جمع مرويات الرواة للحكم عليهم بدقة
عبد الله بن أبي نجيح
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَبَّاسِ (2) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ يَعْنِي الثَّقَفِيَّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، وَابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ: ” أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مَعَهُ بِهَدْيِهِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِلُحُومِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا ” (3)
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: ” أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِجُلُودِهَا وَجِلالِهَا (1) “
روي النسائي في الكبري قال :
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِلُحُومِهَا فَتَصَدَّقْتُ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَتَصَدَّقَ بِجُلُودِهَا فَتَصَدَّقْتُ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَتَصَدَّقَ بِجِلَالِهَا فَتَصَدَّقْتُ»
حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَالنَّاسُ يُسَلِّفُونَ فِي التَّمْرِ الْعَامَ وَالْعَامَيْنِ – أَوْ قَالَ: عَامَيْنِ وَالثَّلاثَةَ – فَقَالَ: ” مَنْ سَلَّفَ فِي تَمْرٍ، فَلْيُسَلِّفْ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ ” (1)
عَنْ مُحَمَّدٍ، أَوْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي المُجَالِدِ، قَالَ: اخْتَلَفَ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، وَأَبُو بُرْدَةَ فِي السَّلَفِ، فَبَعَثُونِي إِلَى ابْنِ أَبِي أَوْفَى، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ:
“إِنَّا كُنَّا نُسْلِفُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، فِي الْحِنْطَةِ، وَالشَّعِيرِ، وَالزَّبِيبِ، وَالتَّمْرِ”.
وَسَأَلْتُ ابْنَ أَبْزَى، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ.
– وفي رواية: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي المُجَالِدِ، قَالَ: بَعَثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادٍ، وَأَبُو بُرْدَةَ، إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالاَ: سَلْهُ هَلْ كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، يُسْلِفُونَ فِي الْحِنْطَةِ؟ قَالَ عَبْدُ اللهِ: كُنَّا نُسْلِفُ نَبِيطَ أَهْلِ الشَّامِ فِي الْحِنْطَةِ، وَالشَّعِيرِ، وَالزَّيْتِ، فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ”.
قُلْتُ: إِلَى مَنْ كَانَ أَصْلُهُ عِنْدَهُ؟ قَالَ: مَا كُنَّا نَسْأَلُهُمْ عَنْ ذَلِكَ، ثُمَّ بَعَثَانِي إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، فَسَأَلْتُهُ؟ فَقَالَ:
“كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم يُسْلِفُونَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، وَلَمْ نَسْأَلْهُمْ أَلَهُمْ حَرْثٌ أَمْ لاَ”.
– وفي رواية: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُجَالِدٍ، قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبُو بُرْدَةَ، وعَبْد اللهِ بْنُ شَدَّادٍ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، وعَبْدُ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، فَسَأَلْتُهُمَا عَنِ السَّلَفِ؟ فَقَالاَ:
“كُنَّا نُصِيبُ المَغَانِمَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، فَكَانَ يَأْتِينَا أَنْبَاطٌ مِنْ أَنْبَاطِ الشَّامِ، فَنُسْلِفُهُمْ فِي الْحِنْطَةِ، وَالشَّعِيرِ، وَالزَّبِيبِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى، قَالَ: قُلْتُ: أَكَان لَهُمْ زَرْعٌ، أَوْ: لَمْ يَكُنْ لَهُمْ زَرْعٌ؟ قَالاَ: مَا كُنَّا نَسْأَلُهُمْ عَنْ ذَلِكَ”.
– وفي رواية: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي المُجَالِدِ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: أَرْسَلَنِي ابْنُ شَدَّادٍ، وَأَبُو بُرْدَةَ، فَقَالاَ: انْطَلِقْ إِلَى ابْنِ أَبِي أَوْفَى، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَدَّادٍ، وَأَبَا بُرْدَةَ، يُقْرِئَانِكَ السَّلاَمَ، وَيَقُولاَنِ: هَلْ كُنْتُمْ تُسْلِفُونَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، فِي الْبُرِّ، وَالشَّعِيرِ، وَالزَّيْتِ؟ قَالَ: نَعَمْ؛
“كُنَّا نُصِيبُ غَنَائِمَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، فَنُسْلِفُهَا فِي الْبُرِّ، وَالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرِ، وَالزَّيْتِ”.
فَقُلْتُ: عِنْدَ مَنْ كَانَ لَهُ زَرْعٌ، أَوْ عِنْدَ مَنْ لَيْسَ لَهُ زَرْعٌ؟ فَقَالَ: مَا كُنَّا نَسْأَلُهُمْ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَقَالاَ لِي: انْطَلِقْ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى فَاسْأَلْهُ؟ قَالَ: فَانْطَلَقَ فَسَأَلَهُ؟ فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى.
__________
أخرجه الطَّيَالِسِي، وابن أَبي شَيبة، وأَحمد، والبخاري، وأَبو داوُد، وابن ماجة، والنسائي، وابن حبان.
*****
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ” مَا قَاتَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَوْمًا قَطُّ إِلا دَعَاهُمْ ” (1)
ـ فوائد:
ـ قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: سألت سفيان، عن حديث ابن أبي نجيح، عن أبيه؟ ما قاتل النبي صَلى الله عَليه وسَلم قوما .. ، فقال: أشك فيه. «العلل» (4238).
*****
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ (1) أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِقَّتَيْنِ، حَتَّى نَظَرُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” اشْهَدُوا ” (2)
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ:
“انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم فِرْقَتَيْنِ”.
– وفي رواية: “أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فَأَرَاهُمُ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ مَرَّتَيْنِ”.
– وفي رواية: “أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فَأَرَاهُمُ الْقَمَرَ شِقَّتَيْنِ، حَتَّى رَأَوْا حِرَاءً بَيْنَهُمَا”.
– وفي رواية: “عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ؛ فِي قَوْلِهِ: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}، قَالَ: قَدِ انْشَقَّ زَمَنَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم “.
__________
أَخرجه الطَّيَالِسِي، وأَحمد، وعَبد بن حُميد، والبُخاري، ومسلم، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وأَبو يَعلَى، والبَيهَقي، في “دلائل النُّبوة”.
*****
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَوْلَ الْكَعْبَةِ سِتُّونَ وَثَلَاثُ مِائَةِ نُصُبٍ، فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بِعُودٍ كَانَ بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: ” {جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ: 49] ، {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81] (1)
هذا لم يتابع ابن أبي نجيح علي روايته عن ابن مسعود ، وروي من طريق ضعيف عن أبي هريرة من طريق عبد الله بن رباح .
*****
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ذُؤَيْبٍ، مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ ابْنِ عُمَرَ إِلَى الْحِمَى، فَلَمَّا غَرُبَتِ الشَّمْسُ، هِبْنَا أَنْ نَقُولَ لَهُ: الصَّلَاةَ، حَتَّى ذَهَبَ بَيَاضُ الْأُفُقِ، وَذَهَبَتْ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ، ” نَزَلَ، فَصَلَّى بِنَا ثَلَاثًا وَاثْنَتَيْنِ “، وَالْتَفَتَ إِلَيْنَا، وَقَالَ: ” هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ ” (1)
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ؛
“رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، يَجْمَعُ بَيْنَ المَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ”.
– وفي رواية: “رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ فِي السَّفَرِ، يُؤَخِّرُ صَلاَةَ المَغْرِبِ، حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعِشَاءِ”.
قَالَ سَالِمٌ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ يَفْعَلُهُ إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ، وَيُقِيمُ المَغْرِبَ فَيُصَلِّيهَا ثَلاَثًا، ثُمَّ يُسَلِّمُ، ثُمَّ قَلَّمَا يَلْبَثُ حَتَّى يُقِيمَ الْعِشَاءَ، فَيُصَلِّيهَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ وَلاَ يُسَبِّحُ بَيْنَهَا بِرَكْعَةٍ، وَلاَ بَعْدَ الْعِشَاءِ بِسَجْدَةٍ، حَتَّى يَقُومَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ.
__________
أخرجه الحُميدي، وأَحمد، والدَّارِمي، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وأَبو يَعلَى، وابن خُزيمة، والطَّبراني، والبَيهَقي.
عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ:
“كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ، يَجْمَعُ بَيْنَ المَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ”.
– وفي رواية: “عَنْ نَافِعٍ؛ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ اسْتُصْرِخَ عَلَى صَفِيَّةَ، فَسَارَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مَسِيرَةَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، سَارَ حَتَّى أَمْسَى، فَقُلْتُ: الصَّلاَةَ، فَسَارَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ، فَسَارَ حَتَّى أَظْلَمَ، فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ، أَوْ رَجُلٌ: الصَّلاَةَ، قَدْ أَمْسَيْتَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، كَانَ إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ، جَمَعَ مَا بَيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلاَتَيْنِ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَسِيرُوا، فَسَارَ حَتَّى غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا”.
– وفي رواية: “عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ كَانَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ، جَمَعَ بَيْنَ المَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، بَعْدَ مَا يَغِيبُ الشَّفَقُ، وَيَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، كَانَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ، جَمَعَ بَيْنَهُمَا.
– وفي رواية: “عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ ابْنِ عُمَرَ مِنْ مَكَّةَ، وَنَحْنُ نَسِيرُ مَعَهُ، وَمَعَهُ حَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، وَمُسَاحِقُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خِدَاشٍ، فَغَابَتْ لَنَا الشَّمْسُ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: الصَّلاَةَ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ الآخَرُ: الصَّلاَةَ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُ، فَقَالَ نَافِعٌ فَقُلْتُ لَهُ: الصَّلاَةَ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ، جَمَعَ مَا بَيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلاَتَيْنِ”.
فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَجْمَعَ بَيْنَهُمَا، قَالَ: فَسِرْنَا أَمْيَالاً، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى.
قَالَ يَحْيَى: فَحَدَّثَنِي نَافِعٌ هَذَا الْحَدِيثَ، مَرَّةً أُخْرَى، فَقَالَ: سِرْنَا إِلَى قَرِيبٍ مِنْ رُبُعِ اللَّيْلِ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى.
__________
أخرجه مالك وأَحمد، والحُميدي، ومسلم، وأَبو داوُد، والتِّرمِذي، والبَزَّار، والنسائي، وابن خُزيمة، وابن حبان، والطَّبراني، والدَّارَقُطْنِي، والبَيهَقي.
*****
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا حَدِيثًا كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُتِيَ بِجُمَّارَةٍ، فَقَالَ: ” إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً مَثَلُهَا كَمَثَلِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ ” فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ، فَسَكَتُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” هِيَ النَّخْلَةُ ” (1)
روي إسماعيل بن جعفر المدني :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةٌ لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ؟» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَاسْتَحْيَيْتُ ثُمَّ قَالُوا: حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «هِيَ النَّخْلَةُ» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَ: هِيَ النَّخْلَةُ، كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم :
“أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ مَثَلُهَا مَثَلُ المُسْلِمِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا، وَلاَ تَحُتُّ وَرَقَهَا؟ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي النَّخْلَةُ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، وَثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَلَمَّا لَمْ يَتَكَلَّمَا، قَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلم : هِيَ النَّخْلَةُ، فَلَمَّا خَرَجْتُ مَعَ أَبِي قُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ، وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَهَا، لَوْ كُنْتَ قُلْتَهَا، كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: مَا مَنَعَنِي إِلاَّ أَنِّي لَمْ أَرَكَ، وَلاَ أَبَا بَكْرٍ تَكَلَّمْتُمَا، فَكَرِهْتُ”.
__________
أخرجه البخاري، ومسلم، والبَزَّار، والمَروزِيّ، في “الصلاة”، والطبري، والطَّبراني، في “الصغير”.
عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم قَالَ:
“مَثَلُ المُؤْمِنِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ، لاَ يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَلاَ يَتَحَاتُّ؟ فَقَالَ الْقَوْمُ: هِيَ شَجَرَةُ كَذَا، هِيَ شَجَرَةُ كَذَا، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ، وَأَنَا غُلاَمٌ شَابٌّ، فَاسْتَحْيَيْتُ، فَقَالَ: هِيَ النَّخْلَةُ”.
__________
أخرجه أَحمد، والبخاري، والبَزَّار.
*****
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: شَهِدَ ابْنُ عُمَرَ الْفَتْحَ، وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، (1) وَمَعَهُ فَرَسٌ حَرُونٌ (2) وَرُمْحٌ ثَقِيلٌ فَذَهَبَ ابْنُ عُمَرَ يَخْتَلِي لِفَرَسِهِ، (3) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ عَبْدَ اللهِ، إِنَّ عَبْدَ اللهِ ” (4)
هذا حديث غريب ، ولم أجده إلا من رواية أحمد عن سفيان عن عبد الله عن مجاهد عن رسول الله صلي الله عليه ، وهو مرسل ، ولم يتابع عليه أي من رواته .
*****
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلٌ أَهْلَهُ أَنْ يَأْتُوا الْمَسَاجِدَ “، فَقَالَ ابْنٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: فَإِنَّا نَمْنَعُهُنَّ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: ” أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ هَذَا “، قَالَ: فَمَا كَلَّمَهُ عَبْدُ اللهِ حَتَّى مَاتَ (2)
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، قَالَ:
“إِذَا اسْتَأْذَنَتْ أَحَدَكُمُ امْرَأَتُهُ إِلَى المَسْجِدِ، فَلاَ يَمْنَعْهَا”.
– وفي رواية: “إِذَا اسْتَأْذَنَتْ أَحَدَكُمُ امْرَأَتُهُ أَنْ تَأْتِيَ المَسْجِدَ فَلاَ يَمْنَعْهَا”.
قَالَ: وَكَانَتِ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ تُصَلِّي فِي المَسْجِدِ، فَقَالَ لَهَا: إِنَّكِ لَتَعْلَمِينَ مَا أُحِبُّ، فَقَالَتْ: وَاللهِ لاَ أَنْتَهِي حَتَّى تَنْهَانِي، قَالَ: فَطُعِنَ عُمَرُ، وَإِنَّهَا لَفِي المَسْجِدِ.
– وفي رواية: “لاَ تَمْنَعُوا، يَعْنِي النِّسَاءَ، المَسَاجِدَ، إِذَا اسْتَأْذَنَّكُمْ إِلَيْهَا”.
قَالَ بِلاَلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: وَاللهِ لَنَمْنَعُهُنَّ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ، حِينَ قَالَ ذَلِكَ، فَسَبَّهُ.
__________
أخرجه الحُميدي، وابن أَبي شَيبة، وأَحمد، والدَّارِمي، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والبزار، والنسائي، وابن خُزيمة، والبَيهَقي.
عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم :
“لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ”.
– وفي رواية: “لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ أَنْ يَأْتِينَ، أَوْ قَالَ: يُصَلِّينَ، فِي المَسْجِدِ”.
__________
أخرجه ابن أَبي شَيبة، وأَحمد، ومسلم، وأَبو داوُد، والبزار، وابن خُزيمة، وابن حبان، والطَّبراني، والبَيهَقي.
*****
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: ” حَجَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَصُمْهُ “، وَحَجَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَحَجَجْتُ مَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَحَجَجْتُ مَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَأَنَا لَا أَصُومُهُ وَلَا آمُرُ بِهِ (1) وَلَا أَنْهَى عَنْهُ، وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً عَمَّنْ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ (2)
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، أَنْبَأَنِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ، قَالَ: ” خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَأَنَا لَا أَصُومُهُ وَلَا آمُرُكَ وَلَا أَنْهَاكَ، إِنْ شِئْتَ فَصُمْهُ، وَإِنْ شِئْتَ فَلَا تَصُمْهُ (3)
روي الحميدي في مسنده :
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَحَجَجْتُ مَعْ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَحَجَجْتُ مَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَحَجَجْتُ مَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَأَنَا لَا أَصُومُهُ وَلَا آمُرُ بِهِ وَلَا أَنْهَى عَنْهُ»
عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ؛
“أَنَّ نَاسًا تَمَارَوْا عِنْدَهَا، يَوْمَ عَرَفَةَ، فِي صِيَامِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ صَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَيْسَ بِصَائِمٍ. فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ بِقَدَحِ لَبَنٍ، وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ بِعَرَفَةَ، فَشَرِبَهُ”.
__________
أخرجه مالك، وأَحمد، والبخاري، ومسلم، وأَبو داوُد، وابن خُزيمة.
وهؤلاء أربعة من الحفاظ لم يختلفوا عليه في رواية الحديث .
*****
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ (2) عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ” مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا فَلَيْسَ مِنَّا ” (3)
*****
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَالِكٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَذَاهُ الْقَمْلُ فِي رَأْسِهِ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَحْلِقَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: ” صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ، مُدَّيْنِ مُدَّيْنِ لِكُلِّ إِنْسَانٍ، أَوْ انْسُكْ بِشَاةٍ، أَيَّ ذَلِكَ فَعَلْتَ أَجْزَأَكَ (1) ” (2)
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ” أَمَرَ كَعْبًا حِينَ حَلَقَ رَأْسَهُ، أَنْ يَذْبَحَ شَاةً، أَوْ يَصُومَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ يُطْعِمَ فِرْقًا بَيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ ” (1)
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ:
“أَتَى عَلَىَّ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَأَنَا أُوقِدُ تَحْتَ قِدْرٍ لِي وَالْقَمْلُ يَتَنَاثَرُ عَلَى وَجْهِي فَقَالَ: أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّ رَأْسِكَ؟ قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَاحْلِقْ، وَصُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ، أَوِ انْسُكْ نَسِيكَةً”.
__________
أخرجه مالك، والحُميدي، وأَحمد، والبخاري، ومسلم، وأَبو داوُد، والتِّرمِذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
*****
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ بَعَثَ وَفْدًا مِنَ الْعِرَاقِ إِلَى عُثْمَانَ فَجَاءُوا يُثْنُونَ عَلَيْهِ فَجَعَلَ الْمِقْدَادُ يَحْثُو فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ، وَقَالَ: ” أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَحْثُوَ فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ “
عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: قَامَ رَجُلٌ يُثْنِي عَلَى أَمِيرٍ مِنَ الأُمَرَاءِ، فَجَعَلَ المِقْدَادُ يَحْثِي عَلَيْهِ التُّرَابَ، وَقَالَ:
“أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم أَنْ نَحْثِيَ فِي وُجُوهِ المَدَّاحِينَ التُّرَابَ”.
__________
أَخرجه أَحمد، والبُخاري في “الأدب المفرد”، ومسلم، وابن ماجة، والتِّرمِذي.
*****
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: لَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ: غَرِيبٌ وَمَاتَ بِأَرْضِ غُرْبَةٍ، فَأَفَضْتُ بُكَاءً، فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ تُرِيدُ أَنْ تُسْعِدَنِي مِنَ الصَّعِيدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” تُرِيدِينَ أَنْ تُدْخِلِي (1) الشَّيْطَانَ بَيْتًا قَدْ أَخْرَجَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ؟ ” قَالَتْ: فَلَمْ أَبْكِ عَلَيْهِ (2) (3)
عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم :
“إِذَا حَضَرْتُمُ المَرِيضَ، أَوِ المَيِّتَ، فَقُولُوا خَيْرًا، فَإِنَّ المَلاَئِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ، قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلم ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا سَلَمَةَ قَدْ مَاتَ، قَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلَهُ، وَأَعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً، قَالَتْ: فَقُلْتُ، فَأَعْقَبَنِي اللهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْهُ، مُحَمَّدًا صَلى الله عَلَيه وسَلم “.
__________
أخرجه أَحمد، وعَبد بن حُميد، ومسلم، وأَبو داوُد، وابن ماجة، والتِّرمِذي، والنسائي.
بدون ذكر القصة .
*****
قال المزي في تهذيب الكمال :
( خ م د ت س ق ) : عبد الله بن أبى نجيح ، و اسمه يسار الثقفى ، أبو يسار المكى
، مولى الأخنس بن شريق الثقفى . اهـ .
و قال المزى :
قال عبد الرحمن بن الحكم بن بشير بن سليمان ، عن وكيع : كان سفيان يصحح تفسير
ابن أبى نجيح .
و قال أبو الحسن الميمونى ، عن أحمد بن حنبل : ابن أبى نجيح ثقة ، و كان أبوه
من خيار عباد الله .
و قال إسحاق بن منصور و عباس الدورى عن يحيى بن معين ، و أبو زرعة ، و النسائى : ثقة .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سألت أبى عن ابن أبى نجيح ، عن مجاهد ، أحب
إليك ، أو خصيف عن مجاهد ؟ فقال : ابن أبى نجيح أحب إلى ، إنما يقال فى ابن
أبى نجيح القدر ، و هو صالح الحديث .
و قال محمد بن حميد الرازى عن جرير : رأيت ابن أبى نجيح أبيض الرأس و اللحية .
قال سفيان بن عيينة : مات سنة إحدى و ثلاثين و مئة .
و قال على ابن المدينى : مات سنة اثنتين و ثلاثين و مئة .
قال الحافظ أبو بكر الخطيب : حدث عنه عمرو بن شعيب و سفيان بن عيينة ، و بين
وفاتيهما ثمانون سنة .
روى له الجماعة . اهـ .
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 6 / 54 :
و قال ابن سعد : قال محمد بن عمر : كان ثقة كثير الحديث ، و يذكرون أنه كان يقول بالقدر .
و ذكره ابن حبان فى ” الثقات ” ، و قال : قال يحيى بن سعيد : لم يسمع ابن أبى
نجيح ” التفسير ” من مجاهد .
قال ابن حبان : ابن أبى نجيح نظير ابن جريج فى كتاب القاسم بن أبى بزة عن مجاهد
فى ” التفسير ” ; رويا عن مجاهد من غير سماع .
و قال الساجى ، عن ابن معين : كان مشهورا بالقدر .
و عن أحمد بن حنبل قال : أصحاب ابن أبى نجيح قدرية كلهم ، و لم يكونوا أصحاب
كلام .
و عن أيوب ، قال : أى رجل أفسدوا ـ يعنى ابن أبى نجيح ـ .
و قال العجلى : مكى ثقة ، يقال : كان يرى القدر ، أفسده عمرو بن عبيد .
و قال أحمد : قال سفيان : لما مات عمرو بن دينار كان يفتى بعده ابن أبى نجيح .
و ذكره النسائى فيمن كان يدلس . اهـ .
*****
أقول :
ثقة ، يتحرز من روايته عن مجاهد بن جبر لكثرة إرسال مجاهد ولم يسمع التفسير من مجاهد كحديث أم سلمة في يغزو الرجال ولا نغزو ،ومن روايته عن أبيه لروايته عن مجاهيل أو للإرسال ، ,ويتحرز من رواية غير الثقات عنه أمثال محمد بن إسحاق بن يسار وقزعة بن سويد وأشباههما، وهو في نفسه حافظ .