٣ – عدم الإختلاف يلزم له مبين لكل مجمل في الكتاب
– قال الله عز وجل في كتابه :
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
(وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
هذه أوامر الله عز وجل ، لا تختلفوا ، لا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا .
كيف يا ربنا تباركت وتعاليت ؟
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) )
– قال سبحانه وتعالي :
( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) )
ما هي الصلاة يا رب ؟
كيف نصليها ؟
وماذا نقول فيها ؟
ولأي اتجاه نصلي ؟
فلقد فهمتُ أن الصلاة هي الدعاء ، وفهم غيري أنها الذكر
وفهمتُ أنها لا كيفية لها ، وفهم غيري أن لها سجودا وركوعاً واستدل بآيات من كتابك لا أري لها علاقة بالصلاة
وفهمتُ أنه لا قراءة محددة فيها بل مطلق الدعاء ، وفهم غيري أنه يجب أن يقرأ ما تيسر من القرآن
وفهمتُ أنه توجد قبلة تجاه المسجد الحرام ، وفهم غيري أن له أن يصلي الصلاة لأي اتجاه فحيثما توجه فثم وجه الله .
سنختلف يا ربنا ، وأنت سبحانك نهيتنا عن الاختلاف ، وأمرتنا بالرد لك تعاليت ولرسولك فيما بلغه عنك ، فلم نجد في الكتاب ما يرفع الاختلاف في هذه القضايا .
– قال سبحانه وتعالي :
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) )
فهمتُ يا رب أنه عندما أميز خيطاً أبيضا من آخر أسود فقد بدأ الصوم لهذا اليوم ، وفهم غيري أنه إذا خالط ضوء الفجر ظلام الليل
وفهمت يا ربنا أن الصيام إلي الليل يعني نفطر مع غروب الشفق الأحمر ، وفهم غيري أنه يجب أن يسود الظلام حتي نفطر من صومنا
سنختلف يا ربنا ، وأنت سبحانك نهيتنا عن الاختلاف ، وأمرتنا بالرد لك تعاليت ولرسولك فيما بلغه عنك ، فلم نجد في الكتاب ما يرفع الاختلاف في هذه القضايا .
– يقول ربنا تبارك :
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) )
فهمتُ يا ربنا أنه للصلاة يوم خاصة نداء ، لكنني لا أعرف ما هو ، ولا كيف هو ، وفهم غيري أنه للصلوات كلها لما جاء في الكتاب ( وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (58) ) ، فهل المقصود هو النداء لصلاة الجمعة أم كل صلاة ؟؟؟ ، وكيف يكون هذا النداء ؟؟
سنختلف يا ربنا ، وأنت سبحانك نهيتنا عن الاختلاف ، وأمرتنا بالرد لك تعاليت ولرسولك فيما بلغه عنك ، فلم نجد في الكتاب ما يرفع الاختلاف في هذه القضايا .
وهكذا في كل مجمل في الكتاب ، كيف لا نختلف وقد اختلفت أفهامنا ؟؟؟
كيف نحسم الخلاف في فهم الكتاب ؟
كيف نرد إلي الله والرسول ونفس الذي جاء به الرسول هو الكتاب ، فسنرد النصوص التي اختلفنا فيها إلي نفس النصوص !!
فإن قلت لي التواتر ،
ما هو التواتر ؟
أين جاء في كتاب الله عز وجل ؟
ما هو حد التواتر من عدمه ؟
وأين الدليل عليه من كتاب الله عز وجل ؟
وبعد هذا كله إن استطعت أن تجيب عليه ، ولن ، أين أمرك الله عز وجل أن تترك ما أنزل في كتابه وتتبع التواتر ؟؟
هذه أسئلة يجب أن يقوم المسلم بتوجيهها لمن يسمون بالقرآنيين أو منكري السنة ،
فدعوي التواتر عندهم تشبه دعوى الإجماع عن عبدة السلف ومشركي المذاهب ،
إذا ضاقت بهم السبل قالوا : هذا إجماع
ومنكرو السنن إذا ضاقت بهم السبل قالوا التواتر .