خطأ أبي الفضل المصري في قوله : فيأخذ من حسانه حتى يرضى
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ.
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
الاستماع للمقطع الصوتي
فِي سِيَاقِ الرَّدِّ عَلَى جَهَالَاتِ بَعْضِ الْمُخَالِفِينَ شَاهَدْتُ مَقْطَعًا عَلَى يُوتِيُوبْ لِأَبِي الْفَضْلِ مَاهِرٍ الْمِصْرِيِّ، اسْتَمِعْ إِلَيْهِ، ثُمَّ إِلَى التَّعْلِيقِ.
يَقُولُ أَبُو الْفَضْلِ الْمِصْرِيُّ، أَنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُقَالُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: خُذُوا مِنْ حَسَنَاتِهِ حَتَّى يَرْضَى.
كَمَا عَلِمْنَا مِنْ قَبْلُ فَإِنَّ أَبَا الْفَضْلِ لَيْسَ لَهُ كَبِيرُ مَعْرِفَةٍ بِالنَّقْلِ وَعُلُومِ الْحَدِيثِ وَحَتَّى مُتُونِ الْحَدِيثِ، وَلِهَذَا يَتَخَبَّطُ فِيمَا يَقُولُهُ.
جَاءَ فِي شَرْحِ صَحِيحِ مُسْلِمٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ النَّوَوِيُّ: بَابُ حُرْمَةِ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ وَإِثْمِ مَنْ خَانَهُمْ فِيهِنَّ.
قَالَ مُسْلِمٌ رَحِمَهُ اللَّهُ:
١٣٩ – (١٨٩٧) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «حُرْمَةُ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْقَاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلًا مِنَ الْمُجَاهِدِينَ فِي أَهْلِهِ فَيَخُونُهُ فِيهِمْ، إِلَّا وُقِفَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْخُذُ مِنْ عَمَلِهِ مَا شَاءَ، فَمَا ظَنُّكُمْ؟»

أَوَّلًا هَذَا لَيْسَ لِأَبِي الْفَضْلِ فَهُوَ مَا زَالَ بَعِيدًا عَنْ هَذَا، كُلُّ طَالِبِ عِلْمِ حَدِيثٍ يَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْإِسْنَادَ مُتَكَلَّمٌ فِيهِ، أَعَلَّ رِوَايَةَ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ إِمَامُ الْمُحَدِّثِينَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ فَقَالَ: لَمْ يَذْكُرْ سَمَاعًا عَنْ أَبِيهِ، أَيْ أَنَّهُ يُعِلُّهُ بِالْإِرْسَالِ.
ثَانِيًا وَهَذِهِ لَكَ يَا أَبَا الْفَضْلِ، الْمَتْنُ يَقُولُ: «حُرْمَةُ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْقَاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلًا مِنَ الْمُجَاهِدِينَ فِي أَهْلِهِ فَيَخُونُهُ فِيهِمْ، إِلَّا وُقِفَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْخُذُ مِنْ عَمَلِهِ مَا شَاءَ، فَمَا ظَنُّكُمْ؟»
فَالَّذِي يَخُونُ الْمُجَاهِدَ فِي أَهْلِهِ يَأْخُذُ الْمُجَاهِدُ مِنْ عَمَلِهِ كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ (بِصَرْفِ النَّظَرِ عَنْ عِلَّتِهَا) مَا شَاءَ، فَمَا عَلَاقَةُ هَذَا بِكَ وَبِمَشَايِخِكَ وَخِلَافِكُمْ مَعَ الْخُلَيْفِيِّ؟
إِنَّ الْقِصَاصَ يَكُونُ بِالْعَدْلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، تُوضَعُ الْمَوَازِينُ بِالْقِسْطِ وَلَيْسَ بِأَهْوَاءِ النَّاسِ وَرِضَاهُمْ يَا أَبَا الْفَضْلِ، وَلَا يُظْلَمُ إِنْسَانٌ مِقْدَارَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ، فَالَّذِي تَقُولُهُ خَطَأٌ لَا شَكَّ فِيهِ، فَتَرَيَّثْ وَدَقِّقْ قَبْلَ أَنْ تَتَكَلَّمَ، وَنَصِيحَتِي الدَّائِمَةُ لَكَ: تَعَلَّمْ.
{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } [آل عمران:8]
شاهد المقطع المصور