باب قبول الشهادة من المسلم والمشرك إن كان صادقاً


قبول الشهادة


– عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب أن أبا هريرة، قال:
“استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود، فقال المسلم والذي اصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم على العالمين، في قسم يقسم به، فقال اليهودي والذي اصطفى موسى على العالمين، فرفع المسلم عند ذلك يده، فلطم اليهودي، فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره الذي كان من أمره وأمر المسلم فقال: لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله”.
__________
أخرجه البخاري، ومسلم.


فقبل النبي محمد صلي الله عليه شهادة اليهودي ، ثم اصدر حكما بألا يُخَيَرََ علي موسى عليه السلام.



– عن يحيى المازني عن أبي سعيد الخدري، قال:


“جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد لطم وجهه وقال يا محمد إن رجلا من أصحابك من الأنصار لطم وجهي، قال: ادعوه، فدعوه قال: لم لطمت وجهه، قال يا رسول الله، إني مررت باليهود فسمعته يقول والذي اصطفى موسى على البشر، فقلت وعلى محمد وأخذتني غضبة فلطمته، قال: لا تخيروني من بين الأنبياء، فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جزي بصعقة الطور”.
__________
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود.


فقبل النبي محمد صلي الله عليه شهادة اليهودي ، ثم اصدر حكما بألا يُخَيَرََ علي موسى عليه السلام ، وكان سؤاله للمسلم : لم لطمت وجهه ، وليس هل لطمت وجهه .


– عن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال:

“بينا نحن في المسجد، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: انطلقوا إلى يهود، فخرجنا معه حتى جئنا بيت المدراس، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فناداهم فقال: يا معشر يهود، أسلموا تسلموا، فقالوا: بلغت يا أبا القاسم، قال: فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذلك أريد، أسلموا تسلموا، فقالوا: قد بلغت يا أبا القاسم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذلك أريد، ثم قالها الثالثة، فقال: اعلموا أنما الأرض لله ورسوله، وأني أريد أن أجليكم من هذه الأرض، فمن وجد منكم بماله شيئا فليبعه، وإلا فاعلموا أنما الأرض لله ورسوله”.
__________
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود.

قال اليهود : بلغتَ يا أبا القاسم ، فشهدوا له أنه بلغهم ، فقال صلي الله عليه وسلم : ذلك أريد ، يعني شهادتكم انني بلغت .



– عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت:
“خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه فلما أدركه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم جئت لأتبعك وأصيب معك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : تؤمن بالله ورسوله، قال لا قال: فارجع فلن أستعين بمشرك، قالت ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل فقال له كما قال أول مرة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أول مرة قال: فارجع فلن أستعين بمشرك، قال ثم رجع فأدركه بالبيداء فقال له كما قال أول مرة “تؤمن بالله ورسوله، قال نعم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : فانطلق”.
__________
أخرجه أحمد، والدارمي، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي.

فقبل النبي صلي الله عليه وسلم شهادة الرجل علي نفسه بأنه مشرك ، ثم قبلها بعد ذلك منه أنه آمن .


– عن نافع، عن عبد الله بن عمر؛

“أن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، برجل وامرأة منهم قد زنيا، فقال: ما تجدون في كتابكم؟ فقالوا: نسخم وجوههما، ويخزيان، فقال: كذبتم، إن فيها الرجم، فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين، فجاؤوا بالتوراة، وجاؤوا بقارئ لهم أعور، يقال له: ابن صوريا، فقرأ، حتى إذا انتهى إلى موضع منها، وضع يده عليه، فقيل له: ارفع يدك، فرفع يده، فإذا هي تلوح، فقال، أو قالوا: يا محمد، إن فيها الرجم، ولكنا كنا نتكاتمه بيننا، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرجما”.

قال: فلقد رأيته يجانئ عليها، يقيها الحجارة بنفسه.

__________

أخرجه مالك، والحميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والبزار، والنسائي، وأبو عوانة، والطبراني، والبيهقي.

فاستشهدهم النبي صلي الله عليه وسلم عن ما في كتابهم ، فلم علم كذبهم رد شهادتهم.


عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال:
“قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، واليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا: هذا يوم عظيم، أنجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون فيه، فصامه موسى شكرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فنحن أحق بموسى منكم، فصامه، وأمر بصيامه”.
__________
أخرجه الحميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والبزار، والنسائي، وأيو يعلى، وابن خزيمة، وابن حبان، والطبراني، والبيهقي.

استشهد النبي صلي الله عليه وسلم اليهود ، وقبل شهادتهم لعدم وجود قرينة لردها ، وامر المسلمين بالصوم تبعاًً لهذه الشهادة.


– عن مسروق، عن عائشة، قالت:

“دخلت على عجوزان من عجز يهود المدينة، فقالتا: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم، قالت فكذبتهما، ولم أنعم أن أصدقهما، فخرجتا، ودخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت له: يا رسول الله إن عجوزين من عجز يهود المدينة دخلتا على، فزعمتا أن أهل القبور يعذبون في قبورهم، فقال: صدقتا، إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم، قالت: فما رأيته بعد في صلاة، إلا يتعوذ من عذاب القبر”.

__________

أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي.

ردت أم المؤمنين شهادة العجوزين ، وقبل بها النبي ، وصار يتعوذ من عذاب القبر .


اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *