الفرق بين دعوة النبي ودعوة أهل السنة والجماعة

الفرق بين دعوة النبي ودعوة أهل السنة والجماعة في المنهج والطريقة

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  

يتفق أهل القبلة جميعهم مسلمهم ومشركهم ، سنة أو شيعة ، شافعية او مالكية او حنابلة او حنفية او ظاهرية ، اشاعرة او ماتريدية او مثبتة الصفات ، معتزلة او جهمية او مارقون ، من مقيمى الشعائر أو من تاركيها .

كل هؤلاء على اختلاف مللهم وشرائعهم يتفقون على بعض الأشياء 

واحد من هذه الأشياء التى يتفق عليها هؤلاء جميعاً أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد أرسله الله سبحانه إلى أمة مشركة ، وقعت في الشرك ، وتحتاج رسولاً يعيدها إلى الإسلام لله وحده .

إذن فالنبي محمد صلى أول ما سيدعو إليه هؤلاء الناس هو التوحيد ، أو سمه : ملة إبراهيم ، وما يترتب عليه من البراءة من الشرك والمشركين ، بل وقبل هذا سيدعوهم إلى الكفر بالطاغوت !

يحب هنا أن نتوقف قليلاً ونتفكر : ما هو الذي دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم أهل مكة ؟

طبقا للدين المحدث بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بقرون فإنه يجب على النبي صلى الله عليه وسلم ليشرح الإسلام لهؤلاء أن يعلمهم ( التوحيد ) ، ولأن التوحيد في الدين البشري الذي وصلنا هو ثلاثة أقسام فيجيب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمهم هذه الأقسام وهي الألوهية والربوبية والأسماء والصفات .

ثم من المنطقي أن يشرح لهم الأسماء والصفات حتى لا يلحدون فيها ، أي شرح ، على أي وجه ، المهم أن هذا هو المفترض منه صلى الله عليه وسلم كونه أُرسِلَ إلى أُناس لا نختلف أبدا أنهم مشركون !

لكن هذا كله لم يحدث !

أنت الآن إذا أردت أن تُعَلِم أحداً ما الإسلام فإنك تنصحه بتعلم ( العقيدة ) أولاً ، فيبدأ بمعرفة أقسام التوحيد ، ثم مذهب أهل السنة ( أي فرقة وكل فرقة تطلق على نفسها هذا الاسم ) في الأسماء والصفات .

لماذا لم يقم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ؟ ، لماذا لم يُعَلِم المشركين الذين لا نختلف على كونهم مشركين أصليين التوحيد كما يعلمونه لنا ؟

هنا يجب أن نسأل انفسنا : هل الخلل كان في دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم للتوحيد ؟ أم في دعوة الداعين إلى التوحيد في الدين البشرى المخترع الجديد ؟

الإجابة لا تحتمل إلا رداً واحداً تعرفه كما أعرفه .  

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *