التمهيد للجاهلية الثانية ومشاركة البشر لله

بدء التغيير والتحريف ومشاركة الله في حق تشريع الدين

 بعد أن توفي نبي الله صلى الله عليه وسلم انقضى الوحي وانقطع خبر السماء ، وكان الدين قد اكتمل والأمر قد تم والله قد رضي .

دعنا نتوقف عن عند جملة : الدين قد اكتمل . نريد أن نعرف ونفهم بوضوح ما هو الدين ؟

الدين باختصار هو الملة والشرعة والمنهاج التى جاءت في ( الوحي ) حصراً .

يعنى ، الدين حصراً في الوحي سواء الأمر أو النهي أو الملة أو المنهاج ، فكل ما جاء في الوحي هو ( الدين ) .

 

 

السؤال اللازم هنا : والذي لم يأت في الوحي ؟

الذي لم يأت في الوحي ليس ديناً بل هو أمر من أمور الدينا يتصرف فيه كل إنسان كما يحب ويرتاح ، ويتصرف فيه كل مجتمع كما يناسبه .

 

مثال :

يوم العطلة الأسبوعية :

إذا قمنا ببحث نصوص الوحي بحثاً عن يوم العطلة الأسبوعية فلن نجد نصاً في هذه المسألة ، ولن نجد النبي صلى الله عليه وسلم قد حدد يوماً في الأسبوع كأجازة أو عطلة أسبوعية .

 

فهل هذا الأمر دين أم دنيا ؟ ، الحق أنه أمر دنيا ، يحدده كل فرد كما يشاء ، فالذي لا يريد أن يأخذ يوم عطلة هو حر ، والذي يريد أن يأخذ هو حر ، والذي يعطى عماله وموظفيه يوم الأحد عطلة هو حر وكذا الذي يعطيهم الجمعة ، كل إنسان أو مجتمع حسب احتياجاته وما يناسبه .

 

فهذا الأمر من أمور الدنيا لم ينزل فيه وحيّ من السماء ، بل مرده إلى احتياجات البشر والمجتمعات ومصالحها .

 

ضابط الدين هو أن يكون قد نزل في الوحي ، قال تعالى : {  أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ  } [الشورى:21]

 

فالدين يجب أن يشرع يإذن من ( الله ) يعنى بالوحي ، غير هذا فهو أمر دنيا .

 

وعن النبي صلى الله عليه وسلم في مسند الحميدي 219 (2/ 272)

1158 – حَدَّثنا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وسَلمَ: ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَثْرَةُ سُؤَالِهِمْ، وَاخْتلاَفُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ.

 

الدين هنا مختص بما أمر فيه ونهى حصراً ، أي بالوحي ، وما عداه فهو أمر ( دنيا ) . 

 

كان هذا واضحاً وضوح الشمس زمن الأمر الأول ، دين ودنيا ، في الدين الأمر كله للوحي الذي يبلغنا إياه نبي الله ، ودنيا نسوسها حسب المصلحة .

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *