انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي هذا المنشور وهو عبارة عن حديث شريف منسوب إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول فيه :
” عليك بحسن الخلق وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما “.
قام فريق المعرفة بالبحث عن أصل هذا الحديث ، فوجدناه :
أخرجه أبو يعلى في ” مسنده ” (٢ / ٨٣٤) : حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي
أخبرنا بشار بن الحكم أخبرنا ثابت البناني عن أنس قال: ” لقي رسول الله
صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال: يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر، وأثقل (في الميزان) من غيرهما؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: ”
فذكره.
ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني في ” الأوسط ” (٧٢٤٥) والبيهقي في ” شعب الإيمان ” (١ / ٦٥ / ١) من طريقين آخرين حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي به.
وتابعه معلى بن أسد حدثنا بشار بن الحكم أبو بدر الضبي به. أخرجه
ابن أبي الدنيا في ” الصمت ” (٤ / ٣٢ / ٢) والبزار (ص ٣٢٩ – زوائد ابن حجر ) ، وقال: ” تفرد به بشار، وهو ضعيف “.
ونقل ابن أبي حاتم (١ / ١ / ٤١٦) عن أبي زرعة أنه قال فيه: ” شيخ بصري منكر الحديث “.
وكذا قال الذهبي في ” الضعفاء “.
وقال ابن حبان: ” ينفرد عن ثابت بأشياء ليست من حديثه “.
وله شاهد آخر مرسل أخرجه ابن أبي الدنيا (٤ / ٣٩ / ٢) عن محمد بن عبد العزيز التيمي عن جليس لهم عن الشعبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: ” ألا أدلك على أحسن العمل وأيسره على البدن؟ قال: بلى بأبي أنت وأمي، قال: حسن الخلق وطول الصمت عليك بهما، فإنك لن تلقى الله بمثلهما “.
فالحديث لم يثبت من أي وجه صحيح عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.