انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي هذا المنشور وهو عبارة عن حديث شريف منسوب إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم يحكى فيه قولاً قاله له جبريل عليه السلام :
” أتاني جبريل، فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت، فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس “
قام فريق المعرفة بالبحث عن أصل هذا الحديث ، فوجدناه مروي من طرق :
فقد روي من حديث سهل بن سعد وجابر بن عبد الله وعلي بن أبي طالب :
– أما حديث علي، فيرويه زافر بن سليمان عن محمد بن عينية عن أبي حازم عنه مرفوعا.
أخرجه الطبراني في ” الأوسط ” (١ / ٦١ / ٢ – من الجمع بينه وبين ” الصغير “) والسهمي في ” تاريخ جرجان ” (٦٢) وأبو نعيم في ” الحلية ” (٣ / ٢٥٣) والحاكم (٤ / ٣٢٤ – ٣٢٥) وقال: ” صحيح الإسناد “!
أورد الذهبي زافرا هذا في ” الضعفاء ”
وقال: ” قال ابن عدي: لا يتابع على حديثه “.
وقال الحافظ: ” صدوق كثير الأوهام “.
– وأما حديث جابر، فيرويه الحسن بن أبي جعفر عن أبي الزبير عنه.
أخرجه الطيالسي في ” مسنده ” (١٧٥٥) وعنه البيهقي في ” شعب الإيمان “.
قلت: وهذا سند ضعيف وله علتان:
الأولى عنعنة أبي الزبير، فإنه كان مدلسا.
والأخرى: ضعف الحسن بن أبي جعفر. قال الحافظ: ” ضعيف الحديث مع عبادته وفضله “.
– وأما حديث علي، فيرويه علي بن حفص بن عمر حدثنا الحسن بن الحسين عن زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عنه.
أخرجه أبو نعيم في ” الحلية ” (٣ / ٢٠٢) وقال: ” غريب من حديث جعفر عن أسلافه متصلا لم نكتبه إلا من هذا الوجه “.
قلت: وهو ضعيف، علي بن حفص والحسن بن الحسين لم أعرفهما. وزيد بن علي هو ابن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين أبو الحسين حفيد زيد بن علي الذي ينسب إليه الزيدية مستور لم يوثقه أحد، وقال الحافظ: ” مقبول “. ومن فوقه ثقات من رجال مسلم.
فالحديث ورغم أنه يروى من عدة طرق لم يرد من وجه واحد صحيح ، فالحديث غير صحيح ولا يثبت .