الأثر السئ للقصص التاريخية المكذوبة

 الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  


اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ 


يلومنا بعض الناس على التدقيق في القصص التاريخية التى يقومون ينشرها ونقوم ببيان بطلانها من جهة الثبوت ، ويخاطبوننا قائلين أن معايير الحكم على الحديث لا تنطبق على القصص التاريخية ، فلا تبطلوا القصص التاريخية لما فيها من عظات ورقاق ننتفع بها وينتفع بها الناس !


أولاً :

لا يحل لمسلم أن يروى قصة تاريخيّة على سبيل الجزم وهو يرى انها كذب أو غير متيقن من صحتها ، فهذا نوع من أنواع الكذب على الأشخاص الذين هم في القصة التاريخية ، وقد أمرنا بتحرى الصدق في القول كله وليس في أحكام الدين فقط ، فإن لم نكن متيقنين من قصة تاريخية فلا يحل روايتها كأنها حقيقة ، بل يجب التنبيه على أننا لا نجزم بما فيها ولم نتأكد من وقوعه بل فقط نرويها على سبيل الموعظة .


ثانياً :

الكثير من القصص التاريخية لها من الأثر السلبي والسئ على المستمع ، بل أحياناً تصيبه بالقنوط واليأس ، وتجعله يفقد الأمل في نفسه وفي ما يفعله ، خذ مثالاً :

قصة قطع رجل عروة بن الزبير بعد أن أصابتها الأكلة ، هذه قصة صحيحة وردت في الكتب العالية الإسناد ، وفيها أن الطبيب عرض عليه دواء يغيبه عن الوعي فرفض ، حتى هنا والقصة صحيحة يمكن أن تحكى كمثال على الصبر والاحتساب وغيره .


لكن البعض زاد عليها أن عروة لما عرض عليه الطبيب دواء يغيبه عن الوعي رفض وقال : دعونى أقوم أصلى ، فإذا سجدتُ فاقطعوا رجلى وأنا ساجد ، ففعلوا .



هنا تظهر المشكلة ، عروة خشع في السجود حتى أنه لم يشعر بالطبيب وهو يقطع رجله ، أي خشوعٍ هذا ؟

عندما يسمع الشاب هذه القصة يتحمس ، ثم يحاول ، ثم يجاهد ، ثم يفشل ، فهو لا يستطيع أن يصل إلى هذه الدرجة من الخشوع أبداً مهما حاول ، فهو يسمع المتكلمين ، ويرى المار ، ويحك جلده ، كالبشر تماماً ، لماذا يفشل في الوصول إلى ما وصل إليه عروة ؟ ، فيبدأ بالاستسلام لوساوس الشيطان والقنوط من نفسه والشعور بالعجز .


ثالثاً :

الكثير من هذه القصص التاريخية تكون مخالفة لأكمل الهدي ، وهو هدي نبي الله صلى الله عليه وسلم ، وتظهر خلاف هديه كأنه عمل طيب وجيد ، مع عدم ثبوتها ابتداء ، كقصة عثمان بن عفان أنه كان يختم القرآن كل ليلية ، فهي غير صحيحة ، ولو صحت لما كانت إلا مخالفة للنبي صلى الله عليه وسلم وليس شيئاً عظيماً نرويه ونلقنه للناس .


فهذه بعض مثالب رواية القصص التاريخية الغير متيقن من ثبوتها وأثرها السئ على الأمة .

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *