الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
المرأة فى الإسلام معنيّةٌ بتعلم دينها كما هو حال الرجل تماماً،وعليها أن تسأل عن كل ما تجهله في دينها وذلك لتعمل به وتدعو اليه.
وهكذا كُنّ نساء المسلمين في عهد النبي،يسألن عن كل شيءٍ من امور الدين ويحرصن على تعلم الحق والعمل به فهو طريق النجاة والفوز في الآخرة،ولم يمنعهنّ الحياء من السؤال عن أدق المسائل الخاصة والتي تهمّ المرأة المسلمة .
والأمثلة على ذلك كثيرة لا يتسع المجال لذكرها كلها؛ومن الامثلة على ذلك ما جاء في صحيح البخاري من حديث عائشة.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : قَدِمْتُ مَكَّةَ وَأَنَا حَائِضٌ وَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ وَلَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، قَالَتْ : فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ : ” افْعَلِي كَمَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ، غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي “.
وها هي امراة خثعمية تسأل عن اداء فريضة الحج لابيها
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : كَانَ الْفَضْلُ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَثْبُتُ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ ؟ قَالَ : ” نَعَمْ “. وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ
وحرص زينب زوج عبد الله وسؤالها عن الصدقة بعد أن سمعت ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم من الحث على الصدقة .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : سُلَيْمَانُ أَخْبَرَنِي، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ زَيْنَبَ – امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ – أَنَّهَا قَالَتْ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ “. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ خَفِيفَ ذَاتِ الْيَدِ ، فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْأَلُهُ، فَوَافَقْتُ زَيْنَبَ ؛ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ تَسْأَلُ عَمَّا أَسْأَلُ عَنْهُ، فَقُلْتُ لِبِلَالٍ : سَلْ لِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيْنَ أَضَعُ صَدَقَتِي ؛ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ أَوْ فِي قَرَابَتِي ؟ فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ” أَيُّ الزَّيَانِبِ ؟ “. فَقَالَ : امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ. فَقَالَ : ” لَهَا أَجْرَانِ : أَجْرُ الْقَرَابَةِ، وَأَجْرُ الصَّدَقَةِ “
وها هي ام سلمة رضي الله عنها لم يمنعها الحياء من السؤال عن الاغتسال من الاحتلام.
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ الْغَسْلُ إِذَا احْتَلَمَتْ ؟ قَالَ : ” نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ “. فَضَحِكَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ : تَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” فَبِمَ يُشْبِهُ الْوَلَدُ ؟ “.
وفي عصرنا هذا نجد أكثر النساء — الا من رحم ربي — غفلنَ عن السؤال عن امور الدين فقد شغلن انفسهنّ بتوافه الامور من امور الدنيا من لباس و أثاث وغيرها من حطام الدنيا الزائل ، فنراها تسأل عن كل شيء من أمور الدنيا وتعلم كل شيء عن أمور لا ولن تفيدها في شيء عند الله بل هذا مما يبعدها عن الله .
وإن أرادت إحداهن ان تسأل عن مسالة من مسائل الدين فنجدها تبحث هنا وهناك بين أقوال العلماء وقول فلان وفلان ورأي العالم وتأخذ بما تجده منشوراً هنا وهناك دون بينة فنراها تسأل عن قول فلان وتأخذ برأي فلان وإن خالف رأيه وقوله قول الله وحديث النبي صلى الله عليه وسلم
أيتها المراة المسلمة فوالله إنك خُلقتِ لأمر عظيم وما خلقت لتوافه الامور؛ والأمر العظيم يحتاج لعزم عظيم ، فإن أردت النجاة في الدنيا والآخرة وأردت أن تقومى بدورك في الجهاد في سبيل الله فعليك بتعلم دينك وتعليمه لمن إسترعاك الله في هذه الحياة وتبليغه قدر استطاعتك لأخواتك المسلمات.