كَيْفَ وَلَمْ تُضَخَّمِ الْإِسْلَامُ؟
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
الاستماع للمقطع الصوتي
هَلْ سَأَلْتَ نَفْسَكَ يَوْمًا كَيْفَ كَانَ الْإِسْلَامُ زَمَنَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحْبِهِ؟
كَيْفَ عَاشُوهُ؟
كَيْفَ كَانَ مَوْجُودًا فِي حَيَاتِهِمْ؟
هَلْ تَجِدُ صُعُوبَةً فِي دِرَاسَةِ الْإِسْلَامِ؟
لَا تَعْرِفُ كَيْفَ تَبْدَأُ وَلَا مِنْ أَيْنَ تَبْدَأُ؟
هَلْ تَحْتَاجُ أَوْقَاتًا طَوِيلَةً لِتَحْصِيلِ مَسَائِلَ قَلِيلَةٍ جِدًّا؟
هَلْ تَتَسَاءَلُ كَيْفَ سَأَقْرَأُ كُلَّ هَذِهِ الْكُتُبِ وَالْمُصَنَّفَاتِ مِنْ أَيْنَ سَأَجِدُ الْوَقْتَ لَهَا؟
هَلْ تَسْمَعُ عَنْ هِمَّةِ السَّلَفِ فِي الْعِبَادَةِ مَعَ قِيَامِهِمْ بِتَحْصِيلِ الْعِلْمِ فِي نَفْسِ الْوَقْتِ وَتَرَى نَفْسَكَ عَاجِزًا صَغِيرًا جِدًّا لَا تَسْتَطِيعُ أَيَّ شَيْءٍ مُقَارَنَةً بِهِمْ؟
أَتَعْرِفُ مَا السَّبَبُ؟ إِنَّهُ تَضَخُّمُ الْإِسْلَامِ.
الْأَمْرُ الْأَوَّلُ
كَيْفَ كَانَ الْأَمْرُ الْأَوَّلُ فِي حَيَاةِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
كَانَ الدِّينُ يُتَلَقَّى مُبَاشَرَةً مِنَ الرَّجُلِ الْمُرْسَلِ بِالرِّسَالَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ، فَيَسْمَعُ وَيُطِيعُ، وَيُطَبِّقُ مَا نَزَلَ عَلَيْهِ،
وَكُلُّ هَذَا بِحَضْرَةِ أَصْحَابِهِ، وَهُمْ يَتَلَقَّوْنَ عَنْهُ الْوَحْيَ سَوَاءٌ كَانَ الْقُرْآنُ أَوْ تَطْبِيقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْقُرْآنِ الَّذِي هُوَ بِلَا شَكٍّ وَحْيٌ،
فَإِنْ قِيلَ: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ مَا الَّذِي سَيَحْصُلُ؟ كَيْفَ سَيَتَعَلَّمُ الْمُسْلِمُونَ بَابَ الصِّيَامِ؟
فَقَطْ سَيُقَلِّدُونَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُفْطِرُونَ وَقْتَمَا يُفْطِرُ، وَيُمْسِكُونَ وَقْتَمَا يُمْسِكُ، وَإِنْ عَرَضَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ شَأْنٌ مَا فِي صَوْمِهِ لَا يَعْرِفُ كَيْفَ يَتَصَرَّفُ فِيهِ فَإِنَّهُ سَيَذْهَبُ مُبَاشَرَةً إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَسْأَلُهُ وَيَحْصُلُ عَلَى الْفَتْوَى الْقَاطِعَةِ وَالَّتِي لَا يُمْكِنُ أَنْ تُخْطِئَ.
فَإِذَا نَظَرْنَا إِلَى بَابِ الصِّيَامِ مِنْ هَذِهِ الزَّاوِيَةِ وَهَذَا التَّطْبِيقِ النَّبَوِيِّ مَعَ الصَّحْبِ سَنَجِدُ بِضْعَةَ آيَاتٍ، وَبِضْعَةَ صَفَحَاتٍ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمَعْدُودَةِ فِي بَابِ الصِّيَامِ وَالَّتِي صَحَّتْ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَعْكَ مِنَ الَّتِي صَحَّتْ، سَنَأْخُذُ جَمِيعَ الْأَحَادِيثِ الْمَوْجُودَةِ فِي الصِّحَاحِ وَكُتُبِ السُّنَنِ؟ هَلْ هَذَا كَافٍ بِالنِّسْبَةِ لَكَ؟ هَذَا الْبَابُ بِصَحِيحِهِ بِمُكَرَّرِهِ بِضَعِيفِهِ يَحْتَوِي تَقْرِيبًا ١٢٥ حَدِيثًا، يَعْنِي إِذَا تَصَوَّرْنَا أَنَّ الْوَرَقَةَ عِبَارَةٌ عَنْ وَجْهَيْنِ، كُلُّ وَجْهٍ فِيهِ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ، نَحْتَاجُ ١٥ وَرَقَةً وَنِصْفًا لِجَمْعِ أَحَادِيثِ بَابِ الصِّيَامِ كُلِّهِ تَقْرِيبًا.
فَبَابُ الصِّيَامِ بِضْعُ آيَاتٍ، وَصَفَحَاتٌ قَلِيلَةٌ جِدًّا مِنَ الْأَحَادِيثِ.
فَإِنْ كُنْتَ فِي زَمَنِ التَّابِعِينَ وَسَمِعْتَ هَذِهِ الْآيَاتِ وَالْأَحَادِيثَ (بِفَرْضِ صِحَّتِهَا كُلِّهَا) مِنَ الصَّحَابَةِ فَقَدْ جَمَعْتَ الْبَابَ، وَعَرَفْتَ عِلْمَهُ وَمَا فِيهِ فِي كُرَّاسٍ صَغِيرٍ جِدًّا لَا يَتَجَاوَزُ الْعِشْرِينَ وَرَقَةً.
قَبْلَ أَنْ نَنْتَقِلَ لِلْمَرْحَلَةِ التَّالِيَةِ أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ: هَلْ بَابُ الصَّوْمِ هَذَا كَمَا عَاشَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحْبُهُ وَالَّذِي يُمْكِنُ جَمْعُهُ فِي وَرَقَاتٍ قَلِيلَةٍ لَا تَتَجَاوَزُ الْعِشْرِينَ وَرَقَةً اللَّهُ رَضِيَ بِهِ وَعَنْهُ؟ نَعَمْ أَوْ لَا؟
أَجِبْ نَفْسَكَ
الْآنَ سَنَقْفِزُ إِلَى بَابِ الصِّيَامِ فِي مُصَنَّفِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ أَبِي بَكْرٍ، سَنَجِدُ فِيهِ فِي بَابِ الصِّيَامِ قَرَابَةَ الْـ ١٠٠٠ رِوَايَةٍ بَيْنَ مَرْفُوعٍ وَمَوْقُوفٍ وَمَقْطُوعٍ، هَذِهِ الْـ ١٠٠٠ كَمْ وَرَقَةً تَحْتَاجُ يَا تُرَى؟ مِائَةٌ وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ وَرَقَةً، كُلُّ وَرَقَةٍ فِيهَا وَجْهَانِ كُلُّ وَجْهٍ فِيهِ أَرْبَعَةُ رِوَايَاتٍ!
يَعْنِي تَضَاعَفَ الْبَابُ ٨٠٠٪ بِالْمِائَةِ تَقْرِيبًا! فِي قَرْنَيْنِ مِنَ الزَّمَانِ!
هَذِهِ الزِّيَادَاتُ مِنْ أَيْنَ جَاءَتْ؟
مِنْ أَقْوَالٍ مَوْقُوفَةٍ وَمَقْطُوعَةٍ، وَقَبْلَ أَنْ نَنْتَقِلَ لِمَا بَعْدَهَا أَسْأَلُكَ: هَلْ هَذِهِ الْأَقْوَالُ كُلُّهَا رَضِيَ اللَّهُ بِهَا وَعَنْهَا؟ نَعَمْ أَوْ لَا؟
أَجِبْ نَفْسَكَ
الْآنَ إِلَى الْمَرْحَلَةِ الثَّالِثَةِ، حَيْثُ سَتُوجَدُ مُصَنَّفَاتٌ لِشَرْحِ وِجْهَاتِ نَظَرِ أَصْحَابِ الثَّمَانِمِائَةِ وَخَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ رِوَايَةً الزَّائِدَةِ عَلَى مَا كَانَ زَمَنَ النُّبُوَّةِ، وَكَيْفَ أَنَّ لَهَا وَجْهًا مِنَ الِاسْتِدْلَالِ، وَأَنَّ قَوْلَ فُلَانٍ أَصْوَبُ مِنْ قَوْلِ فُلَانٍ، وَرَأْيَ فُلَانٍ أَقْرَبُ لِمَقَاصِدِ الشَّرِيعَةِ مِنْ رَأْيِ فُلَانٍ، وَقِيَاسَ فُلَانٍ أَوْلَى مِنْ قِيَاسِ فُلَانٍ!
فَيَصِيرُ بَابُ الصَّوْمِ مُجَلَّدًا يُعَدُّ بِعَدَدِ الْمَلَازِمِ لَا عَدَدِ الصَّفَحَاتِ، وَيُصْبِحُ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَدْرُسَ هَذَا الْمُجَلَّدَ الْكَامِلَ لِيَعْرِفَ أَحْكَامَ الصِّيَامِ!
وَفَجْأَةً يَظْهَرُ شَارِحٌ آخَرُ بِشَرْحٍ مُخْتَلِفٍ، يَجِبُ أَيْضًا الِاطِّلَاعُ عَلَيْهِ لِلْإِلْمَامِ بِوَجْهَةِ نَظَرِهِ فِي (الصِّيَامِ)، اتَّسَعَ الْخَرْقُ عَلَى الرَّاقِعِ، تَعَقَّدَ طَلَبُ الْعِلْمِ، صَحِيحٌ؟
قَبْلَ أَنْ نَنْتَقِلَ إِلَى الْمَرْحَلَةِ التَّالِيَةِ أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ: هَلْ رَضِيَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِهَذَا الْمُجَلَّدِ وَعَنْهُ؟
أَجِبْ نَفْسَكَ.
الْمَرْحَلَةُ التَّالِيَةُ وَلِتَسْهِيلِ الْأُمُورِ قَلِيلًا سَنُنَظِّمُ هَذِهِ الْأَحْكَامَ فِي مَنْظُومَاتٍ يَسْهُلُ حِفْظُهَا عَلَى طَلَبَةِ الْعِلْمِ، تَجْمَعُ أَبْوَابَ الْفِقْهِ عَلَى الدِّيَانَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ، فَمَتْنٌ لِلدِّينِ الْحَنْبَلِيِّ، وَمَتْنٌ لِلدِّينِ الشَّافِعِيِّ، وَمَتْنٌ لِلْحَنَفِيِّ، وَمَتْنٌ لِلْمَالِكِيِّ، ثُمَّ بَعْدَ اسْتِظْهَارِ الْمُتُونِ عَلَى الدِّينِ الْمُخْتَارِ يَبْدَأُ الطَّالِبُ فِي دِرَاسَةِ الْفِقْهِ بِأَدِلَّتِهِ التَّفْصِيلِيَّةِ وَمُقَارَنَةِ الْأَدْيَانِ لَاحِقًا.
هَلْ فَهِمْتَ كَيْفَ تَضَخَّمَ الْإِسْلَامُ؟
هَلِ اسْتَوْعَبْتَ لِمَ كَانُوا يَمْلِكُونَ وَقْتًا أَكْثَرَ كُلَّمَا اقْتَرَبْنَا مِنْ زَمَنِ النُّبُوَّةِ؟
وَالْأَهَمُّ مِنْ هَذَا كُلِّهِ هَلِ اسْتَوْعَبْتَ حَجْمَ نُصُوصِ الْإِسْلَامِ إِذَا أَسْقَطْنَا عَنْهَا أَقْوَالَ الْبَشَرِ وَآرَاءَهُمْ؟ الْمُصْحَفُ وَكِتَابٌ صَغِيرٌ مِنْ مُجَلَّدَيْنِ صَغِيرَيْنِ عَلَى أَقْصَى تَقْدِيرٍ.
{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8]
شاهد المقطع
[…] كيف تضخم الإسلام ؟ […]
[…] كيف تضخم الإسلام ؟ […]